/ بدون تصنيف / الحال والمآل دون حرب و قتال

الحال والمآل دون حرب و قتال

الحال والمآل دون حرب وقتال
06/12/2010
التاقي مولاي ابراهيم
قبل الخوض في صياغة هذا الموضوع،لابد من أن أستسمح السيد البشير مصطفى السيد عضو الأمانة الوطنية مسؤول امانة الفروع في إستعارة جزء من عنوان هذا المقال من مقاله (اكديم ايزيك،انتفاضة الاستقلال...الحال والمآل) الذي نشره عدد من المواقع الإلكترونية،كما أنبه إلى أن مقالي هذا لا يمثل ردا عليه بالضرورة، لانه لامجال للمقارنة بين كتابة مسؤول سامي في الدولة متاحة امامه جميع أسباب التغلب على الحياة الصعبة في مخيمات اللجوء وكتابة مواطن بسيط تدفعه ظروف اللجوء القاسية دفعا إلى التفكير يوميا في العودة إلى وطنه حرا مستقلا، وكل يوم جديد من اللجوء يزرع في نفسه رغبة اكبر في التحرير وبأي أسلوب،الشئ الذي يتنافى واهواء البعض الذين اصبح الإستقلال يشكل خطرا يهدد مصالحهم، واستطاعوا أن يصنعوا من معاناة الصحراويين سعادتهم وسعادة عائلاتهم وابنائهم الذين لا يدرسون إلا في الجامعات الأوروبية والأمريكية ،في حين يبقى أبناء الشهداء والجرحى والمقاتلين الشرفاء السبيل الوحيد لتغذية القدرات البشرية للجيش الصحراوي بعد ان تتفن وزارة التعليم في تجهيلهم من خلال الأداء السلبي للمنظومة التربوية التي جعلت من التعليم حقل تجارب ضاع فيه مستقبل المئات من فلذات اكبادنا دون ان يحرك النظام ساكنا وكأنها سياسة ممنهجة في دواليب السلطة.
إن الوضع الحالي لقضيتنا الوطنية وفي ظل أستمرار المفاوضات الفاشلة مع المغرب، يظهر وبجلاء رغبة مكبوتة في خلق حياة جديدة للشعب الصحراوي على حمادة تندوف،وخير دليل على ذلك الموقف المحتشم للنظام من المجازر الرهيبة التي تعرض لها المواطنون الصحراويون بمخيم اكديم ايزيك والعيون وعجز الدبلوماسية الصحراوية عن خلق خطاب موحد،الشئ الذي أدى إلى تناقضات صارخة بين تصريحات الدبلوماسيين،مما أضر كثيرا بالقضية الوطنية وافقدها مصداقيتها دون أن يحرك النظام ساكنا والسكوت علامة الرضى.
وعلى الصعيد العسكري،يلاحظ الكل أن الجيش الذي كان قبل وقف إطلاق النار يشكل مكة للجميع من اجل التحرير او الشهادة،أصبح اليوم قطاعا إقتصاديا بحتا تدفع إليه العائلات أبنائها حتى ولو لم يكونوا بالغين من اجل توفير دخل إضافي يساعد في التغلب على أعباء الحياة،في وقت أصبحت فيه الإنتقائية والنوعية سمة أساسية من سيم الجيوش الحديثة،ومع ذلك يبقى النظام مكتوف الأيدي،الشيئ الذي يوحي بمباركته لهذا التوجه الذي يسيئ للموسسة العسكرية قبل أن يسيئ للقضية الوطنية.
وفي الميدان الإجتماعي،فالجميع على دراية بالرغبة المبطنة للنظام في تبرير عجزه عن تحقيق أهداف الصحراويين من خلال خلقه لفضاءات جديدة للنقاش والحوار،فضاءات تتنافى والرغبة في تحرير الوطن،فعملية تعبيد الطرق متواصلة وتحسين وتطوير الخدمات الهاتفية مستمرة،بالإضافة إلى عمليات البناء المتواصلة لمؤسسات جديدة وبإمكانيات كبيرة وأساليب حديثة وأموال باهظة،منها ماهو موجه للتعليم الذي اصبح بسياسته الفاشلة يشكل تهديدا حقيقيا على مستقبل الأطفال في ظل صمت تام من قبل النظام فلا أذن سمعت ولا عين رأت.
ومن هذه المشاريع ماهو موجه للقطاع الصحي الذي جعل منه الخواص مجرد كيان صوري بفعل الخدمات الرديئة التي لا تتناسب وحجم الدعم الذي يحظى به هذا من قبل المنظمات والجمعيات الداعمة.
وبالنسبة للمنظومة العدلية فهي مجرد حق أريد به باطل، فغياب القضاء الإداري هو تكريس ضمني من قبل النطام للفساد وسوء التسيير،مادام كل مسؤول في الدولة لا يجد نصوص قانونية تصد مزاجه ورغباته وأهوائه،سواء من حيث التسيير ونبذ المحسوبية أو من حيث ترشيد المال العام وتوظيفه وفق إحتياجات جهته وليس احتياجات عائلته وشهواته الخاصة.
إن معركة تحرير الوطن تتطلب شبابا متمسكا بعادته وتقاليده وقيمه المتوارثة عبر الأجيال وليس شبابا مهجنا يجلب له إتحاده بائعات الهوى بالجملة من أسبانيا والسويد والنرويج وغيرهم من الدول الأوروبية حتى ينسى دينه وقيم شعبه وبالتالي يبقى اسير عالم الإغراءات التي توفر له في الخال،في حين تبقى قضيته الوطنية مجرد طلل يبكى عليه عند كل جريمة مغربية في حق اهالينا بالمدن المحتلة فقط،وتقام له المهرجانات الخطابية للتعبر عن غضبه الذي سرعان مايزول مع قدوم اولى قوافل بائعات الهوى.
هذا هو حالنا كما أراه من موقعي كمواطن بسيط ليست له من القدرة على التغيير ولا يملك أسلوبا سوى الكتابة فقط التي أرى من خلالها أن هذا الواقع الذي يجر إلى اليأس والإحباط اكثر منه إلى الأمل والإباء،واقع يحز يوميا في نفس كل صحراوي شريف يرى أنه لابديل لوطن يأويه سوى الصحراء الغربية،وأن أية محاولة لتكريس اللجوء كقدر محتوم على الصحراويين هي خيانة عظمى لقوافل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءا لهذا الوطن،وخيانة للعهد والأمانة التي وضعوها بين أيدينا.
أما بالنسبة لمآل القضية الوطنية فسيكون بأيدي الصحراويين انفسهم على ثلاثة سيناريوهات وهي:
ـ السيناريو الأول:من خلال الواقع الحالي المعاش،لا نستبعد أن يسستمر النظام الحالي في تكريس ثقافة الإستيطان فوق التراب الجزائري،مع مواصلة هامش المناورة لتبرير عجزه من خلال التغني بالمكاسب التي يصنعها أبطال الإنتفاضة في المدن المحتلة،وكذا المواقف الدبلوماسية المؤيدة للقضية الوطنية التي تصدر عن البلدان والدول التي لاتحتاج قضيتنا فيها للتوجيه والتنوير ،ليموت الشعور الوطني رويدا رويدا مع الحصار الكبير الذي سيفرضه النظام الغازي على المدن المحتلة،ثم يبدا سيناريو مشابه للقضية الفلسلطينية على غرار حق العودة للمسجلين في الإحصاء الإسباني فقط وحدود الخط العزل بين الأراضي المحررة والأراضي المحتلة وغير ذلك من المفاهيم الجاهزة سلفا كمصطلحات قبل تجسيدها على أرض الميدان.
ـ السناريو الثاني:وهو ان يتوب هذا النظام توبة نصوح،ويعتذر للصحراويين عن جميع اشكال التعسف والفساد وسوء التسيير،الشئ الذي تتمخض عنه روح جماعية جديدة في التحرير تتساوى فيها القمة والقاعدة كما ألفنا قبل وقف إطلاق النار،الشئ الذي سيخلق صدمة لدى النظام المغربي الذي يراهن على بقاء الوضع على حاله لاطول فترة ممكنة،الشئ الذي سيذفعه إلى الإنخراط الإيجابي في المفاوضات وترك سياسة المناورة والترقب جنبا أمام شعب وقيادة مجندين لتحرير وطنهم.
ـ السيناريو الثالث:في حالة إستمرار الواقع كما هو،وعدم رجوع النطام عن غيه،واستمراره في التلاعب بمشاعر الصحراويين،فلامناص من تصحيح ثوري يعيد القطار إلى سكته ويقضي على جميع أشكال الفساد وسوء التسيير المنتشرة،وله القدرة والشجاعة على فرض خيارات الشعب الصحراوي،بما في ذلك خيار الكفاح المسلح إن تطلب الأمر ذلك،وهذا الخيار هو الأقرب إلى الواقع.

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا