/ / جبهة البوليساريو والمفاوضات مع المغرب....أو عقوبة سيزيف السياسية

جبهة البوليساريو والمفاوضات مع المغرب....أو عقوبة سيزيف السياسية


Tagui Mulay
الأستاذ:التاقي مولاي ابراهيم


جبهة البوليساريو والمفاوضات مع المغرب
أو عقوبة سيزيف السياسية
بدأت يوم الأثنين 08/11/2010الجولة الخامسة من مفاوضات السلام بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمملكة المغربية وبدات معها الهجمة الهمجية للقوات المغربية على المواطنين الصحراويين العزل في مخيم إقديم إيزيك في تحدي معلن وصريح للمجتمع الدولي،وإستهتار جلي بالقوانين والأعراف الدولية،ولا أدري ماهي الإستراتيجية المنتهجة من قبل قيادتنا السياسية في الإصرار على الخوض في هذه الجولة ودماء الصحراويين تستباح بدم بارد في مخيم أكديم إيزيك ؟
وقد قيل الكثيرحول عدم ذهاب جبهة البوليساريو إلى هذه الجولة كورقة قد يستغلها المغرب لرمي الكرة في مرمى الصحراويين ، وبالتالي منح المغرب إنتصارا دبلومسيا يرجع من خلاله كل فشل وإخفاق في مسار التسوية إلى جبهة البوليساريو، مما قد يعود بالضرر الكبير على قضيتنا، وبالتالي فتح المجال لتأويلات جديدة من قبل المجتمع الدولي للصراع الذي عرف منذ بداياته أن المغرب هو السبب وراء كل تدهور يحدث في هذا النزاع.
نحن كصحراويين مع قيادتنا السياسية في القرارات الصائيبة التي تعيد لكفاحنا وقضيتنا هيبتها ،ونتفاعل كثيرا مع تهديد أي مسؤول صحراوي بالعودة إلى الحرب اكثر من تفاعلنا مع تعبيد الطرق بمخيمات العزة والكرامة أو بناء مؤسسات بياجور الإسمنت،وقد نطير فرحا عندما نسمع أن قيادي أو وزير هدد بالإستقالة إذا لم تتخذ مواقف شجاعة ضد المحتل المغربي،في حين أننا نموت كمدا عندما نلاحظ تنامي ظاهرة الإستطان التدريجي فوق أرض اللجوء من خلال التانفس في تشييد البناءات الضخمة وتوفير اسباب الإستقرار من قبل النظام كالبناء المتواصل للمدارس والمستشفيات ومحطات الهواتف اللاسلكية،وغير ذلك من سبل الإستقرار التي لم نأتي منذ 35سنة من أجل تحقيقها على بقعة من أرض منحها لنا أهلها(جزاهم الله كل خير) لتكون منطلقا لتحرير الوطن وليس من أجل أعمارها وخلق أسباب العيش فيها.
فأنا على غرار الكثير من المواطنين ضد مفاوضات مانهاست، في وقت فيه تتفنن ألة القمع المغربية في تقتيل الصحراويين وممارسة جميع أشكال العنف البشعة ضدهم...،أي منطق هذا وأية ذاتية تمارس من قبل النظام ودوسه لمشاعر الصحراويين؟
الا يمكن لقيادتنا أن تتقدم بطلب(ولن يرفض) إلى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس بـتأجيل هذه الجولة إلى تاريخ لاحق حتى يتم تبين الخيط الأبيظ من الأسود حول مايجري في مخيم اقديم إيزيك والعيون؟
ان المتمعن لهذه الفكرة التي قد تفيد الأمم المتحدة في كشف وجه جديد غير مألوف للنظام المغربي الذي عادة مايوهم العالم بإحترامه لحقوق الإنسان،يرى انها منطقية إلى أبعد الحدود وفرصة تاريخية للقيادة السياسية للمصالحة مع القاعدة الشعبية التي بدأت تتذمر من الوضع الذي خلفه وقف إطلاق النار الذي طال أمده ليقارب العقدين ومن خلاله كبلت أيادي الصحراويين، دون ظهور اية مؤشرات إيجابية لحل الصراع امام التعنت المغربي الغير مبرر.
وما أخشاه على غرار بقية الصحراويين المتذمرين هوأن تذهب ريح مخيم أقديم إزيك بفعل مخطط جهنمي مغربي وتضيع معها فرصة ذهبية لإعادة القضية الصحراوية إلى واجهة الأحداث بعدما كادت أن تلج غياهب النسيان بفعل سياسة الجزرة التي أصبحت عنوانا للإستسلام والذل والهوان كما حدث للثورة الفلسطينية.
إن السلام الجاري على جثث شهداء أقديم إيزيك هو ضرب من ضروب الإستسلام وتعبير لايحتاج لبراهين عن الرغبة الجامحة في الظهور في هكذا مناسبات يكون المغرب طرفا فيها وهو الذي مافتأ يحاول تمييع طبيعة الصراع إلى مغربي جزائري في محاولات صريحة لنكران منظمة أسمها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي التي يلهث قادتها وراء أي لقاء رسمي أو غير رسمي يجمعهم بالمغرب ،حتى ولو كان هذا اللقاء فوق جثث وأشلاء الصحراويين والصحراويات....أنه العار بكل ماتحمل الكلمة من معنى.
إن الكتابات القيمة التي كتبها الصحفي والكاتب الجزائري أنور مالك والمعنونة ب(المخابرات المغربية وحروبها السرية على الجزائر) لتعد مرجعا تاريخيا وفكريا لكل من يحارب النظام المخزني المغربي، وذلك من خلال الدروس والعبر التي تتتضمنها هذه الكتابات القيمة التي تعتبر وبحق عملا جليلا وجب تدريسه للاجيال حتى تبقى على وعي تام بحقيقة هذا النظام المتعفن في الرباط.
ونحن لا نريد من قيادتنا السياسية أكثر من موقف مشرف في هذه المحنة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي،أين يتعرض رجالنا ونسائنا وأطفالنا وشيوخنا لإبادة حقيقية من قبل الألة الغازية المغربية في ظل تعتيم إعلامي رهيب خططت له إدارة الإحتلال،بدا بغلق مكتب الجزيرة بالمغرب إلى منع جميع الصحفيين والنواب لأوروبيين من دخول العيون،ليتسنى للمخزن المغربي تنفيذ جريمته في سرية تامة...مادام الشاهد ماشاف حاجة على حد تعبير المسرحية لمصرية الشهيرة.
واخشى أن يكون مصير القضية الصحراوية وكفاحها مثل مصير سيزيف في الأسطورة اليونانينة الذي تمرد على الألهة فعاقبته برفع صخر كبير إلى أعلى جبل ثم يعيده إلى قاعه ثم يعيد رفعه وهكذا دواليك....فلا العقوبة أنتهت ولاسيزيف عرف اليأس،إلى ان قضى نحبه.
الأستاذ:التاقي مولاي أبراهيم

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا