ميراث الغضب
منذ 35 سنة خلت ساق ملك المغرب المتوفى مئات الآلاف من المواطنين المغاربة البسطاء , هامش المجتمع المغربي من البطالين والمتسولين والمشعوذين وأصحاب السوابق العدلية في مسيرة الى الصحراء الغربية تمويها لجرائم الحرب التي يرتكبها جيشه الذي دخل أسبوعا قبل ذلك , ما يسمى المسيرة الخضراء هي واحدة من اكبر الأضاليل التي شهدتها البشرية وأكثرها إساءة للبشر وهدرا لكرامتهم.
يتساوى في ذلك الصحراويون الذين شردوا وقتلوا ومثل بجثثهم ودفنوا أحياء , والهامش المغربي الذي سيق الى وهم خادع وسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء , لقد قيل لهذا الهامش المنسي والمعذب في مدن الصفيح و والسجون المغربية , انه موعود بأرض لا يجوع فيها ولا يعرى , تزاحمت هذه الجموع البلهاء في مشهد عبثي تحمل المصاحف تريد بها الباطل. لكن الزمن برهن للجموع المغرر بها أن الصحراويين ملاك الأرض لا ولن يسلموها لأي طامع , مهما بلغت درجة تنكره , في فيالق العسكر او جحافل الرعاع , ومضت الآن 35 سنة وتأكدت الأمواج البشرية التي غمرت ارض الساقية الحمراء ووادي الذهب , أن الرخاء وهم وان وجودهم بغي وظلم , وأنهم ساهموا بغبائهم في مأساة شعب واحتلال ارض وانتهاك عرض.
تأكدت هذه الحشود الغافلة المغفلة أن الصحراويين لا ينامون على ضيم , ولا يسكتون على المذلة والهوان , فكانت حربا ضروسا كبدت المغرب الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات ودفع عدد من بنيه أحلى سنوات عمرهم أسرى في القفار ولولا مبادرة البوليساريو في إطلاق سراحهم لدوافع إنسانية للبثوا في الأسر الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وما مخيم اكديم ازيك إلا سطرا من نور ودم مقدس في ملحمة التحرير الوطني , لقد كان ما يسمى بالمسيرة الخضراء , فعلا أحمقا عاد بالدمار على الشعبين الصحراوي والمغربي , ولا زالت فاتورته في ارتفاع ما لم يتب الوريث عن جناية الموروث.
أسلامة الناجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق