شكلت أزمة
الصحراء الغربية منطقة تجاذب و استقطاب للعديد من الدول
تراوحت بين الوساطة للحل والدعم المباشر،لكن هذه القضية مازالت تراوح مكانها منذ أزيد
من أربعة عقود، منذ توقيف إطلاق النار وتبادل الأسرى سنة1991, رمت جبهة البوليساريو
كل ما لديها في سلة الأمم المتحدة،التي شاخت وماتت سياسيا وصح تسميتها بمقبرة
النزاعات، فشلت حتى الآن في حل كل القضايا
التي أوكلت لها .
إعلان الأمم
المتحدة فشلها في حل نزاع الصحراء الغربية وسحب بعثتها لم يعد واردا الأمر الذي تحاول
المنظمة تجنبه و العمل على عدم اندلاع الكفاح المسلح مجددا نظرا لعدم اتفاق جبهة البوليساريو والمغرب على حل,مما قد يفقد المنظفة
الدولية مصداقيتها.
و تجلى ذالك في ;
- مجلس الأمن الدولي يكتفي بتجديد بعثة المنور سو كل ثلاثة
أشهر ( سياسة التكريس المتكرر للوضع القائم).
- محكمة العدل الدولية سبق لها ان فندت ادعاءات المغرب
السيادة على الصحراء الغربية وطالبت بإعطاء الشعب الصحراوي الكلمة لتقرير مصيره.
- جبهة البوليساريو رمت بكل ثقلها من اجل إيجاد صيغة
مناسبة لتوسيع صلاحية المنور سو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان،و وضعت كل ثمين بيد
الأمم المتحدة، معتمدة على نضال الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة من الصحراء
الغربية وكذالك التضامن الدولي مع القضية الصحراوية.
- المغرب يراهن على المزيد من ربح الوقت، وانتهاج سياسة
الاستنزاف المعنوي ، وإدارة الظهر للشرعية الدولية، ليعتقل ويسجن ويحاكم من يشاء
بدون حسيب ولا رقيب.
- الولاية
المتحدة الأمريكية راعية النزاعات وشرطي
العالم مازالت رغم وزنها الثقيل لم تولي
اهتماما كبيرا لقضية الصحراء إلا أنها لم تعترف أيضا بأطروحات المغرب التضليلية.
- فرنسا
حليف المغرب الأوحد لا تريد حلا ،فهي تعمل دائما على إبقاء النزاعات قائمة وتدعم بسخاء سياسة الاحتلال المغربي.
-
الجزائر الحليف التقليدي لجبهة البوليساريو موقفها من القضية ثابت وتعتبر حق تقرير
المصير حق غير قابل للتصرف.
- اسبانيا التي أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق هي الأخرى لا تريد حلا للنزاع لان
ذالك سيؤدي بالمغرب إلى المطالبة بسبته وامليليه المغربيتين.
-
موريتانيا لا حول لها ولا قوة مرة إلى اليمين واغلب الأحيان إلى اليسار.
- المفاوضات
المباشرة والغير المباشرة لم تحقق أي تقدم يذكر.
لقد
استبشرنا خيرا بتولي كريستوفر روس لملف الصحراء الغربية لما للرجل من حنكة سياسية ومكانة
دبلوماسية تجعل منه المبعوث الأكثر حظا في فك هذا النزاع الذي عمر طويلا.
زيارة
روس الثالثة لم تأتي بجديد يذكر باستثناء تغيير طفيف لشكل الزيارة التي تأتي قبل أسابيع
من اجتماع مجلس الأمن الدولي، وينتظران يقدم المبعوث
ألأممي تقريره في نهاية أكتوبر الحالي ومن المتوقع ان يكون كسابقيه.
كل
الوساطات والجهود المشتركة التي تبذلها منظمة الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة لم تأتي أكلها ، مخطط التسوية
التي تشرف عليه بعثة المنور سو لم يتحقق لان الاستفتاء هو الثمن المتفق عليه
لتوقيف إطلاق النار,وتم التحايل عليه حتى الآن ،إذن على ماذا التفاوض ؟ أم فقط من اجل التفاوض..
الشعب
الصحراوي لن يسمح بالالتفاف على حقه في تقرير المصير الذي سيفضي حتما للاستقلال
التام ، و هو الخيار الوحيد لإنهاء الصراع وترسيخ مفهوم الحرية و مبادئ
الديمقراطية.
ليس من
المسؤولية من ثبت على
رأيه بعدما تبين له خطأ ما يعتقد ومضى في غيه،
مستكبرا على العودة إلى جادة الطريق الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق