

بقلم : ابراهيم الصبار
قصيدة بعنوان : رائحة القرنفل
تقديم:
هذه القصيدة كتبتهاأثناء تواجدي في السجن، فبعد ان ضقت بالروائح الكريهة، أتتني أم أحد الرفاق الموجودين معي بصرة من القرنفل المصنع على الطريقة الصحراوية، ورائحة القرنفل من الروائح المحببة في المجتمع الصحراوي وهي رائحة حاضرة في كل المناسبات وخصوصا الحفلات والأعراس بل وأكثر من حاضرة في كل جوانب الثقافة الصحراوية وباستعمالات مختلفة،وكنت أستنشق رائحته مرة مرة مستغيثا بالصرة الموجود بها وكانت هذه الرائحة القوية التي تهز أحاسيسي بين الفينة والأخرى تفعل مفعولها لتنتزع مني قصيدة : رائحة القرنفل- التي هي تعبير عن معاناتي وحرماني كسجين صحراوي من لحظات جميلة طالما كانت رائحة القرنفل أحد عناصرها القوية و الخلاقة। تحياتي .
في رائحة القرنفل...
أحاسيسي الدفينة، تتفتق... !
أجوب ضفاف الوادي...
أسائل أهل الخيم و البوادي...
أركض في البراري، مسافات..
أعانق الطلح و الظلال...
عساي ،أسمع من ينادي...
عساه، يسمعني ...يتألق..
كالنجم، في الأفق الأزرق..
عله يراني بين ناظريه...
بين ثنايا الماضي ... وأناديه...
عساي، أمنحه،..
حبا أذكى، و أعمق...
حبا أبديا ،معتق... !
؛؛؛؛؛
في رائحة القرنفل...
أحاسيسي الدفينة، تتفتق... !
أسمع الزغاريد...
و الأمداح والأناشيد...
و صوت قرع الطبول...
كالنسغ، يسري حثيثا...
كماء النهر، يتدفق... !
على دمدمة أنغامه...
قيثارة، تصدح ترنما...
و صوت الناي، يشدو...
تروح الإيقاعات وتغدو...
تتطاير سابحة ،كالزئبق ... !
&
يا عين ،طولي... هذا النسق... !
&
زمرة غيد، راقصنها...
منهن بضة هيفاء...
خضبت أقدامها الحناء ...
و ذات ردف تراقصت...
و ذات جيد عنقاء...
ذي محياها، بأبهى رونق...
و ذي محياها، كالبدر أشرق...
حسناء ممشوقة الساق...
تغري الجوانح بالعناق...
إذا القرنفل، من لحافها...
هبت نسائمه، للتلاقي... !
نسائم القرنفل، بهبوبها ....
إذ حملتني ..لأغرق..
سبحت في بحرها، بلا زورق... !
؛؛؛؛؛
في رائحة القرنفل...
أحاسيسي الدفينة، تتفتق... !
يشهد ذاك المساء ،القرنفلي...
المتورد، بالحب المتلظي...
المترامي،حتى الغسق...
أني ،بالبحر، مفتتن...
برذاذ موجه، المتشظي...
و بارتعاشه، في المطلق... !
و يشهد البحر، أني شغوف...شغوف.. .
بموسيقى صخبه، السرمدي المعزوف...
قداس عشق...
و تراتيل نجوى...
أنتظر قدري، المألوف...
أن أسبح ...أن أغرق... !
عزائي و سلواي القرنفل...
أنسي و سمير صبابتي..
أريجه... حيث انبثق...
يتوسله قلبي، مذ خفق...
&
قرنفلي، هذا البحر... !
بين مخاض الشهيق، على شطآنه..
و تداعي الزفير، حيث الجسر...
ينبثق السحر، من عوالمه...
و العرائس، في ملكوته...
يتناثر، من دررهن ،العطر...
ينسكب ،من ثناياهن، نفائس... !
حيث الجسر...
فيح نسمات...و عبير...
و عبق يسافر، في الأثير ...
مفعم ،بشذى العرائس..
يداعب المشاعر، بلفحاته...
يالقلبي… أنا الأسير... !
قلبي، بالشوق، قد احترق... !
و ليس من شاف، غير رب الفلق...
؛؛؛؛؛
في رائحة القرنفل...
أحاسيسي الدفينة، تتفتق... !
أرنو إلى السماء ...
و الشمس جانحة ،إلى الغروب...
أدعو أن يلهمني، الأمل ربي...
أن يتجدد المصير، المكتوب...
ويبتسم المخبوء ،من قدري ...
عساه، يلهمني صبر أيوب..
أرنو الى السماء,,,
رب حلم ،يتحقق...
قبل احمرار الشفق...
قبل انسيابي، الدءوب ...
حيث الجسر، القرنفلي... انتظار..
حيث البوح ،القرنفلي... انفجار...
توق، و حنين، وقلق...
و صبر، قد نفق... !
بقلم: إبراهيم الصبار
05/05/2008
من السجن الأكحل
العيون- الصحراء الغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق