/ بدون تصنيف / الدعاة الجدد وقضية الصحراء الغربية ... طارق السويدان سقوط نموذج

الدعاة الجدد وقضية الصحراء الغربية ... طارق السويدان سقوط نموذج



الدعاة الجدد وقضية الصحراء الغربية ... طارق السويدان سقوط نموذج




بقلم الأستاد:حمة المهدي


تعتبر قضية الصحراء الغربية من اكثر القضايا العربية والاسلامية تجاهلا لدى النخب والطبقة المثقفة ، حتى لاتكاد تجد مقالا او خبرا بين ثنايا جريدة او مجلة الكترونية عربية او اسلامية تنصف كفاح الشعب الصحراوي، وتحكي تفاصيل همومه واحزانه بصدق ومهنية بل بالعكس تجد التحامل على هذا الشعب بالمغالطات والاباطيل البعيدة كل البعد عن تجليات هذه القضية واضحة المعالم سيد الموقف، وما يحز في النفس هو الازدواجية التي يتعامل بها الاشقاء العرب وبعض المسلمين مع القضية الصحراوية والمنظار الضبابي الذي ينظرون به حين يتعلق الامر بهذا الشعب العربي او قضيته العادلة ، ومن تلك النماذج المؤسفة ما طالعنا به الدكتور طارق السويدان الراعي الروحي لقناة الرسالة لصاحبها الامير السعودي الوليد بن طلال صاحب قنوات روتانات القبح والفساد، حيث كنت اتابع كلامه الذي بث على قناة الرسالة كغيري من الصحراويين وهو يعرض قناعاته حول احترامه لحق الشعوب في تقرير المصير وقد تفوه بكلام غاية في الجمال والكمال وهو يقرر بالحرف الواحد :" انا اؤمن بعمق بحق الشعوب في تقرير مصيرها وهذه هي الدعوة التي يدعى اليها اهل الصحراء الغربية " كلام موضوعي وجيد في زمن كثر فيه العلم وقل الاخلاص وتفشى النفاق حتى وصل اعلى مستويات من يوصفون بالعلماء والدعاة وباتت شهادة الزور تباع وتشترى بالمجاملات على الهواء مباشرة ، وليته انتهى الى الدعوة التي ختم بها كلام ليله قبل ان يمحوه كلام نهاره:" دعوا الناس تختار اقنعوهم "، فماذا تغير يا دكتور حتى تغير قناعاتك ؟ هل تعرضت لضغوط جعلتك تتراجع عنها وتكفر بكلام نطقت بل طالبت بنشره على "اليوتوب" وقد سجل لك هذا الموقف المشرف في الانتصار لارادة الشعوب، لا حكم الجبابرة من الطواغيت الذين يجرحون ارادة الشعوب باجبارها على الوحدة قسرا مرتكبين كل كبيرة وصغيرة لتوطيد حكمهم وتمكين ملكهم بارغام الناس على الاذعان واستعبادهم وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ، ام هي نكسة ضمير؟ وناسف لهذا السقوط السريع ، فنحن اكبر وانت كنت اكبر من ان تتنكر لحق شعب في تقرير مصيره واسترجاع حريته المسلوبة منذ عقود ।
ثم مالذي تغير في عرض الخرائط الم تقل ان السبب علمي وليس سياسي ؟ فهل اصبح السبب الآن سياسي ثم سياسي على مقاس من ؟ ومن يحق له ان يحدد شكل وطبيعة تلك الخرائط ؟ الا تعلم ان الاقليم مصنف في الامم المتحدة ضمن ملف تصفية الاستعمار ولا احد يعترف للمغرب بالسيادة عليه سوى قناتكم "الاسلامية
! " التي نخشى ان تميل هي الاخرى لتتبع اخواتها في" روتانا " المال والثراء على حساب هوية الامة وطعنها في حيائها ونبلها.
والله إن القلب ليتفطر حزنا وكمدا من تصرفات مشينة باتت لصيقة باخلاقيات بعض الدعاة الجدد ، يطبعها التزلف والتقرب لسلاطين البترودولار وشراء رضا الناس على حساب الشعوب المقهورة والمستضعفة أين انت من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :"
من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه و أسخط عليه الناس ..".
ولتعلم يا دكتور ان الصراع في الساقية الحمراء ووادي الذهب هو صراع وجود جراحه لم تندمل بعد وتبعاته تزداد تعقيدا يوما بعد يوم بسبب تنكر النظام المغربي السافر لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال ، وتقاعس منظمات المجتمع الدولي عن فرض القانون في الوقت الذي تتدخل القوى الدولية والاقليمية لفرض هذا الحق في تيمور الشرقية لاعتبارات دينية وتكرر الامر نفسه لاهل جنوب السودان بالرغم من ان قضيتهم غير مدرجة ضمن الاقاليم المعنية بتصفية الاستعمار، لكن الوضع حينما يتعلق بفضية الشعب العربي المسلم في الساقية الحمراء ووادي الذهب يتغير وتصبح شعارات الوحدة تملأ الافاق وهو الشعب الذي دفن في سبيل حريته واسترجاع حقوقه الالاف من الصحراويين في ظروف صعبة ولايزال الغموض يلف مصير مئات الاسر التي دفنت حية في مقابر جماعية وتشريد الالاف الى اللجوء والشتات جراء مجازر ارتكبتها قوات الهالك الحسن الثاني باسم الاسلام ، لتتحدث انت اليوم وتغطي شمس الحقيقة بغربال الزور والبهتان، وتبرر تلك الافعال الشنيعة التي اجبرت شعب قليل العدة والعتاد على دخول حرب مريرة مع قوى الغدر الملكية مدعومة من فرنسا وامريكا وممولة باموال وبترول الخليج، وشعب اعزل إلا من الإيمان بعدالة قضيته وثقته العميقة في النصر عزاؤه في ذلك قوله تعالى :" كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ".
ولتتعظ بمن سبقوك من المتساقطين الذين وقعوا في حبائل الشراك المغربية وطبلوا للباطل في الفضائيات بزخرف القول غرورا وذهبت كل تلك الجهود الى مزبلة التاريخ من امثال راغب السرجاني في برنامجه نقطة صدام على قناة الناس ، وقد سخرت له اموال الشعب المغربي الفقير ليبيع دينه بعرض من الدنيا على حساب آهات الارامل وانين اليتامى الذين شردهم الاحتلال من وطنهم .

وقد غلف هو الاخر اباطيله بحق يراد به باطق وهو موضوع الوحدة ، بالرغم من اننا أكدنا له في مراسلات عديدة ونؤكد لكم اننا جميعا ندعوا الى الوحدة ، لكن ليست الوحدة التي حاول صدام حسين اجباركم عليها في الكويت حين تنادى لكم جسد الامة ودخلت قواعد الغرب والشرق لانقاذكم من الطاغية حينها ، لكن ذلك الجسد الذي تداعى لكم اسلم راسه منذ فترة للغرب واصبح مركز التحكم فيه يدار من هناك تحركه المصالح الغربية متى تشاء وكيفما تشاء بحسب مصالحها واهدافها القومية والاقتصادية وهو ما حال دون تحرك الجسم المرض حيال المجازر التي ارتكبها الطاغية الحسن الثاني في حق الالاف من ابناء الساقية الحمراء ووداي الذهب ، المجازر الجماعية التي عجزت كاميرات الرسالة عن نقلها للمشاهدين بدلا من هرطقات صناعة القادة في امة تقاد باوامر الامراء والملوك المنقادون للغرب مرسخة الاستعباد لغير رب العباد، حتى صار جل الشعوب العربية لايحسن سوى تسابيح التبجيل والتفخيم لصاحب الجلالة وسماحة العلامة وغابت اخلاق التواضع التي رسخها المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال:"
"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله "

دكتورنا الكريم ليتك لم تتحدث اصلا عن قضية تجهلها وتجاهلتها الامة وجابه اصحابها الامرين، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.
وحتى تطلع على الوضعية التي يعيشها اللاجئيون الصحراويون منذ سنة 1975 اسأل العلماء الذين يعملون اكثر مما يقولون ويطلعوا قبل ان يحكموا فقد زار في السنة الماضية مخيمات اللاجئين الصحراويين مجموعة من العلماء الاجلاء من السعودية وذرفوا دموع الحسرة والاسى على تفريط الامة في ضعيفها ، وكنت اقراء في عيونهم لوعة الاسى على تقاعس المكونات الاسلامية من دول وحكومات وجمعيات اغاثة اسلامية عن احتضان اخوانهم في الدين و العروبة ونصرتهم وكانت لتلك الزيارة الميدانية اثر ايجابي في ردم ولو جزء يسير من عمق الهوة والتجاهل الحاصل للامة التي تنكرت لدينها قبل ان تتنكر لبقية جسمها المثقل بالعلل والامراض، فاين نحن يا دكتورنا الكريم من قوله صلى الله عليه وسلم :ّ"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
وقبل ذلك وبعده وقف علماء من الجزائر والسنغال وسوريا وقفة من لا يريد زينة الحياة الدنيا واعلنوا مناصرتهم جهارا نهارا لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال لانهم وقفوا على الحقيقة التي يعيشها الشعب الصحراوي في مخيمات منسوجة بانامل النساء من القماش الذي تجود به أيادي محسني الغرب وجمعياتهم الانسانية والتي لاتنظر بمعايير اثرياء المسلمين من امراء وسلاطين البترودولار، هؤلاء العلماء الاجلاء الذين تحتاج الامة الى امثالهم وقفوا على واقع شعب صامد يشكوا بثه وحزنه الى الله ويفضل الاتكال عن النفس والجهاد بما تيسر عن التسول والتساقط في ايادي العرب والعجم ، شعب يخوض معركته الشريفة ويشق طريق النصر بامكانياته المتواضعة ليسطر للتاريخ دروس الصبر والمصابرة والرباط بحروف الدم السخي على مذبح الحرية ويتسابق ابناؤه للظفر بالشهادة والفوز بالحياة الابدية في جنة الخلد حتى صار اكاديمية عملية لصناعة القادة والابطال .
ولأئن كان الاسلام يحرم القول بغير علم ويجعله قرينا للاشراك بالله فإن الامر لايتوقف عند هذا الحد ففي الدنيا قبل الاخرة يسبقه سقوط سريع لدعاة القنوات الفضائية وعشاق الظهور والأضواء في أعين المشاهدين واهتزاز الثقة فيهم بسبب بعض المواقف الارتجالية والغير مبنية على اسس علمية تحترم إرادة الناس وتحفظ حقوقهم من الهضم والتعسف .
وفي الاخير ليسامحني الدكتور إن كنت قاسيا معه لان الموضوع لم يعد يحتمل المزيد من الصبر تجاه اناس لايهمهم سوى تعميق الجرح الغائر في اعماق شعب تجرع من المرارات والمعاناة ما يكفي في بحر الماسي والالام التي عاشها سنين طوال تبلد حسه تجاه امته وابناء عمومته الذين يفاخر بالانتساب لهم ويحن الى اللقاء بهم ووجد في قلوب النصارى من هو ارحم به وارق في معالجة جراح كباره وكفكفت دموع صغاره ، والامة تبذر الاموال في الترف والرقص والغناء حتى صارت سخرية بين الامم .
والى ان يغير فضيلة الشيخ العلامة وصانع القادة قناعته تجاه قضية لاتحتاج للبس رداء الحرباء لايسعنا إلا ان نقول وبكل رضاء وانقياد حسبنا الله ونعم الوكيل في كل هؤلاء المتاجرون بدماء ودموع الابرياء ونصر الله المستضعفين في كل مكان ورد دعاتنا وعلماءنا الى الاسلام الصحيح ردا جميلا وصلى الله وسلم على خير خلقه نبينا محمد عليه افضل الصلاة وازكى التسليم .

كتبه : حمه المهدي









عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا