
ماء العينين لكحل لجريدة الصحراء الحرة:
من يعتقد أنه سيحقق شيئا بتجنبه المشاركة في الفعل داخل المجتمع يستطيع الإنتظار ما شاء الله
08/05/2011
| ||
|
- ماء العينين لكحل الأمين العام لإتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين لـ "الصحراء الحرة":-
- من يعتقد أنه سيحقق شيئا مع تجنبه المشاركة في الفعل من داخل المجتمع .. يستطيع الإنتظار ما شاء الله -
- الإتحاد إطار يتغذى بالعمل الطوعي وليس مؤسسة حكومية-
- العمل الإعلامي في ظرفنا الحالي هو مجهود محفوف بالأخطار، وبالإكراهات، وبالمزايدات -
حاوره : ميشان إبراهيم أعلاتي
يشكل 3 ماي من كل سنة مناسبة للإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وفرصة لتقييم وضع الإعلام والصحافة في العالم، حيث تصدر المنظمات المختصة تقاريرها السنوية التقيمية في هذا اليوم بالذات، وعليه إرتأت "الصحراء الحرة" الحديث إلى الأمين العام لإتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين السيد ماء العينين لكحل من أجل تقييم مسار وواقع الإعلامي الوطني، وكذا التطرق إلى مجمل النقاط التي أثيرت حول الاتحاد وخاصة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى جوانب أخرى خفية تتعلق بمساره الشخصي।
ـ أسئلة عامة:
ـ بداية مرحبا بكم، هل من الممكن أن تحدثنا عن بداية انخراطكم في الحقل الاعلامي؟ قبل وبعد التحاقكم بالمخيمات؟
- شكرا جزيلا على هذه الفرصة التي منحتموني للتفاعل مع قراء الجريدة. وللإجابة عن السؤال، فقد بدأت علاقتي بالحقل الإعلامي بشكل عام منذ سنة 1999 أثناء احداث الإنتفاضة التي دارت رحاها آنذاك منذ شهر سبتمبر وحتى شهر يوليو من نفس السنة، فترة شاركت خلالها في نضالات متعددة الأشكال مع عدد كبير من الرفاق، في تنظيم المظاهرات، ومواجهة الشرطة والجيش المغربي بالحجارة في أزقة العيون، ولكن كذلك بالبحث عن فرص للإتصال بالعالم الخارجي، وكتابة البيانات والمناشير، والكتابة على الجدران، واستقبال الصحفيين والمراقبين القلة الذين نجحوا في دخول المناطق المحتلة أو الذين نجحنا في الاتصال بهم في مدن مغربية بعيدا عن أعين الشرطة، ومرورا عبر التعبئة، والتحسيس، ونشر ثقافة المقاومة السلمية. خلال تلك السنوات عملت مجموعة كبيرة من الشباب الصحراوي، ومن المعتقلين السياسيين السابقين وضحايا الإختفاء القسري السابق على خلق الجو العام لتلك المرحلة التي عرفت عملا حقوقيا هائلا، حيث ولأول مرة نجحنا كمجموعة من البدء في تدوين جرائم المغرب، وجمع المعلومات من الضحايا السابقين، والإتصال بالمنظمات الدولية. بطبيعة الحال أقول عملنا كمجموعة لأنه لا يمكن لأي مناضل على حدة أن يدعي لنفسه الفضل في ما حدث آنذاك، بل كان نشاطا لكل الصحراويين من كل الفئات والأعمار والذين انخرطوا ولأول مرة علنا في مواجهة المحتل. غير أنني استهدفت من طرف البوليس السري، مثلي في ذلك مثل عدد كبير من المناضلين، وكانت الخيارات أمامي واضحة: الخيار الأول أن أبقى في المنطقة متخفيا وأحاول العمل ما استطعت، وهو ما فعلته لثمانية أشهر تقريبا إلى أن بات الاستمرار في ذلك مستحيلا، الخيار الثاني هو أن اركب البحر وأتوجه لجزر الكناري، والخيار الأخير والذي اخترته هو أن أقطع الصحراء وأعبر جدار العار المغربي لألتحق بالجبهة. وكان هذا خياري لقناعتي بضرورة مواصلة الكفاح حتى تحقيق الهدف المنشود، وهو ما حصل حيث توفقت بالعبور دون مشاكل كبيرة بعد رحلة ثلاثة أيام رفقة أخي ورفيق آخر. ومنذ اليوم الأول لتواجدي بالمخيمات ركبني هاجس العمل الإعلامي والثقافي لأنني كنت مقتنعا تماما بجدواه وأهميته في كل الثورات. غير أنني اضطررت لقضاء سنتين ونصف تقريبا قبل أن أنجح في الإنضمام لوزارة الإعلام عن طريق وكالة الأنباء الصحراوية سنة 2003، ومنذ ذاك الحين بدأت مشواري الإعلامي المحترف بعد أن كنت ألامسه فقط كمناضل، وكشاعر وطالب ملتزم بالنضال من داخل الجسم الطلابي الصحراوي .
وكيف تم تأسيس إتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين من العدم؟ لأن فكرة التأسيس والتنفيذ لها شأنها؟
- لم يتأسس الإتحاد من العدم. ربما أننا لم نجد أي أرشيف يمكننا من مواصلة المجهودات السابقة، غير أن الإتحاد كان موجودا قبلنا. صحيح أنه لم يكن حاضرا كإطار واضح، ولم يترك بصمات معتبرة تذكر، أو على الأقل نحن لم نجدها. المهم، أن الفكرة بدأت تطرح نفسها خلال نقاشات عديدة مع زملاء بالوزراة، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الصالح نافع، المدير الحالي للأرشيف، والسالك بوعلام، عضو المكتب التنفيذي للإتحاد والمحرك السري لموقع الإتحاد ولمجلة الإتحاد، والدد محمدنا، والبشير الضيف، وامباركة المهدي وعدد آخر من الرفاق هنا وهناك، المهم أن الفكرة كانت إعادة إطلاق هذا الإطار الذي طال غيابه من أجل إعطاء صوت للمثقف الصحراوي، وللصحفيين والكتاب الفاعلين للمشاركة بدورهم في الدفاع عن قضيتهم الوطنية بما يمتلكون من معرفة وقدرة، وكذلك إعطاء مجال إعلامي جديد لصقل مواهب المبدعين الصحراويين، وفسح المجال لنا كإعلاميين للتواصل مع الرأي العام الداخلي والخارجي. كانت هذه جملة أهداف، ولكن كانت أيضا مبادرة للبحث عن ترسيخ دور المثقف في هذا المجتمع المقاوم.
قد ترى في ذلك بلاهة، ولكن كيف أصبحتم تشغلون منصب الأمين العام؟
- لقد أصبحت الأمين العام لأن المشاركين في الجمعية العامة التأسيسية للإتحاد في شهر يناير 2005 صوتوا علي بالأغلبية، وأتذكر بأن المشاركين لم يتجاوزوا حينها الـ34 صحفيا، بحضور الأمين العام لاتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، وقد تمت المنافسة على المنصب من طرف الإخوة السالك مفتاح، والبشير الضيف، وحمدي ميارة. أما في العهدة الثانية، وربما قد حضرتها أنت كصحفي أو على الأقل عبر متابعتك لوسائل الإعلام، فقد عقدنا جمعية عامة أكبر، حضرتها قرابة المائة مشارك، وتمت المنافسة مرة ثانية على منصب الأمين العام بيني وبين الأخ سعيد زروال، ومرة أخرى كان الإختيار للجمعية العامة. إذا أعتقد أن وجودي على رأس هذا الإتحاد هو نتيجة بسيطة لعملية انتخابية شفافة وديمقراطية ومفتوحة للجميع. (يضحك)ـ وليس في سؤالك أية بلاهة ولا ذكاء بالمناسبة.
بما تفسر هذا الغياب المكرر لأعضاء الاتحاد عن المبادرة بالكتابة؟ وما مرد ذلك؟
- والله هذا سؤال ليس لي القدرة على الإجابة عنه، أولا لا أعتقد أن السؤال دقيق، لأنه ليس هناك أي غياب لا مبدئي ولا "مكرر" عن الكتابة من طرف أعضاء الإتحاد. هنالك أعضاء كثيرون من الإتحاد يكتبون، ويشاركون في العمل الإعلامي المتواضع للإتحاد وبشكل متواصل وفعال ومشرف وأعتقد أنني لو فتحت اللائحة لاستطعت عد الكثيرين ممن تقرؤون لهم بشكل متواصل على الموقع، مثلا المصطفى عبد الدايم، السيد حمدي، غالي الزبير، لحسن بولسان، مصطفى الكتاب، وآخرون لا يتسع المجال لذكرهم جميعا، وفي نفس الوقت هناك آخرون لا يقومون بذلك، ولست من يستطيع تحديد السبب ولا أستطيع قطعا إرغام أحد على الكتابة، لأنه في النهاية الإتحاد هو إطار يتغذى بالعمل التطوعي الطوعي وليس مؤسسة حكومية، ولا وسيلة إعلام رسمية. هو جزء من المجتمع المدني الصحراوي الحديث العهد بالتشكل، والذي لا زال في طور النمو. وأحيانا يخطئ العديد من الإخوة حين يحاولون تحميله ما لا طاقة له به، أو في استقراء خلفيات لا تمت له بصلة، وليست ضمن مجال اختصاصه أصلا.
طيب، ما هو سر نجاح الموقع الالكتروني، الى درجة أصبح هو المصدر الأساسي للخبر، من حيث السرعة والدقة؟
- والله، سر النجاح في أي عمل هو المواظبة على هذا العمل، والنجاح في تطويره ولو بخطوات صغيرة، ولكن قارة ومستمرة. ولكنني أستطيع القول، وهذا رأي شخصي أود الكشف عنه هنا كما فعلت في التقرير الأدبي للإتحاد أمام الجمعية العامة الماضية، هو أن سر نجاح الموقع الإليكتروني والمجهود الإعلامي للإتحاد هو نتيجة للإخلاص، والعمل الدؤوب للصحفي السالك بوعلام، الذي هو بحق رجل الظل الذي يحمل اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين على كتفيه، في حين أنني لست سوى وجه الإتحاد البادي للجميع. هذا الرجل امتلك من الإيمان والقدرة على الإبداع ما مكن موقع الإتحاد من التقدم بتطور قدرات السالك الصحفية والإعلامية. هذا من جهة، العامل الثاني للنجاح هو إخلاص عدد معتبر من أعضاء الإتحاد الذين لم يبخلوا على موقعهم بالمقالات، والدراسات، والقصائد، ولهم الفضل وحدهم في إغنائه بالجديد دائما، العامل الثالث هو الإستقلالية التامة، وأكرر وأعرف أن العديدين قد يفاجئون، وهنا لست أعبر عن رأي بل أكشف عن حقيقة يجهلها الجميع، وهي أن سر نجاح الموقع هو أنه موقع حر ومستقل حقا، ولا يخضع لسلطة أحد ما عدا القيمين المباشرين عليه. طبعا، أن الإتحاد كان واضحا وصارما منذ البداية في اختيار خندقه إلى جانب حق الشعب الصحراوي في الإستقلال، إلى جانب الدفاع عن قضايا الشعب الصحراوي أمام الرأي العام الدولي والعربي قبل الوطني، لأننا في النهاية ندرك بأن قراء الموقع هم في الغالب من الأجانب، في حين أن القادرين من الصحراويين على تتبع الموقع أو حتى الإطلاع على الانترنت لا يتجاوز ربما الـ5 بالمائة. هذه حقيقة أو قناعة دفعتنا لتبني خط تحريري واضح، يركز على المعركة الخارجية، ويحاول توفير المعلومات والأخبار المتنوعة للقارئ لخدمة القضية الوطنية. وأعتقد أن سر النجاح كذلك هو أن الموقع قد فتح ذراعيه للجميع دون تمييز، حتى أولئك الذين انتقدوا أو هاجموا الإتحاد أو هاجموني شخصيا في مناسبات مختلفة، يمكن أن تجد لهم إسهامات على الموقع طبعا إذا ما توفرت فيها شروط النشر الواردة في الموقع، وهي شروط أعتقد أنها تلتزم بالحد الادنى ولا تغالي في شيء. أما عن توخي الدقة والسرعة، فهذا شرط للنجاح في استقطاب القراء، ونحن ندفع من جهدنا، ومن مواردنا الشخصية للإتصال، وللتأكد من الأخبار، وأحيانا كثيرة حتى للتنقل من أجل الوصول إلى الخبر، وهي كلها جهود مكلفة ماليا، ولكنها مجزية فيما يتعلق بالمصداقية.
لكن ألا تعتقد أنكم أحيانا ومن أجل تحقيق السبق الصحفي تقعون في أخطاء قد تكون قاتلة؟ ولنا في أخطاء أكديم إزيك نموذجا؟
- العمل الإعلامي في ظرفنا الحالي هو مجهود محفوف بالأخطار، وبالإكراهات، وبالمزايدات، ووحده الغائب عن الأحداث من لا يدرك أن المعركة حاليا هي معركة معلومات وسيطرة على المعلومات قبل أن تكون أي شيء آخر. كل حروب هذا القرن أثبتت ذلك، وأعطت الدليل على أن من يسيطر ويصنع الخبر هو من يضع في جعبته أهم عناصر النجاح والإنتصار. وفي حالتنا الصحراوية، نحن في حرب شاملة ضد محتل غاشم يعمل بكل طاقته من أجل التضليل الإعلامي، والتعتيم الإعلامي، والتشويه الإعلامي، وأستطيع القول جازما أن 70 في المائة من المجهود المغربي للاستمرار في احتلال الصحراء الغربية يستثمر في التضليل الإعلامي/الثقافي. وكالة المغرب العربي للأنباء وحدها تعمل بفضل صحفيين، مخابرات، وأجهزة أمنية، ووزارة الداخلية، وسفارات المغرب عبر العالم، وأحزاب صورية الخ.. آلاف من العاملين والمخبرين ولا أقول المراسلين، وبالرغم من ذلك لا تنجح سوى في إنتاج بضعة قصاصات إخبارية بأهداف محددة وواضحة. ومن ضمن المجهود الذي تقوم به هذه الأجهزة، وهذا قد ثبت في حالات مماثلة بتونس، ومصر وليبيا إبان الثورة، هو الدخول على خط المعلومة والخبر لبث التسميم الإعلامي من أجل ضرب مصداقية الآخر، أي مصداقيتنا نحن الصحراويون هنا، وأي صحفي أو وسيلة إعلام دولية تتعاطف بشكل أو آخر معنا كصحراويين. وهو ما وقع إبان اكديم إيزيك عندما دست المخابرات المغربية صورة أطفال غزة على وسائل الإعلام الإسبانية. نفس العملية قام بها نظام بن علي بتونس، ونظام مبارك بمصر، إذا الأمر ليس جديد، وارتكاب الأخطاء شر لا مفر منه لأننا كإعلاميين وصحفيين بسطاء نواجه آلة مخابراتية وإعلامية مخزنية مختصة في التضليل ب"أقلامنا العارية". ولعلمكم أن أصدقاء كثيرين لنا عبر العالم من صحفيين ومختصين قد عبروا ما مرة عن اندهاشهم مما أسموه "نجاحنا" كإعلام صحراوي رغم كل الإكراهات من الوصول إلى آذان العالم بالرغم من صغر المساحة التي نشغلها، وبالنظر لشح الإمكانيات التي نعمل بها.
عامل ثان تسبب في ارتكابنا أخطاء كبيرة، ولا أقول قاتلة لأننا لا زلنا هنا وسنظل نعمل على تحري المصداقية بكل الوسائل. هذا العامل هو أننا نضطر للإتصال المباشر بمصادرنا من داخل المناطق المحتلة للتأكد من المعلومات، ولكن المواطنين والمناضلين بالمناطق المحتلة تعرضوا هم أيضا للتسميم الإعلامي الممنهج من طرف نظام الإحتلال الذي لم يكن يقمع المتظاهرين فقط، بل وكان يبث كل أنواع الإشاعات، والأخبار الكاذبة مدركا أنها ستنتهي بالوصول لوسائل الإعلام الصحراوية والغاية هي ضرب مصداقيتنا. العامل الثالث هو عامل صحراوي محض، ويتمثل في قلة الخبرة لدى المصادر التي لدينا هناك، والتي لم تنجح بعد في تجاوز التضخيم بدل البحث عن المعلومات المجردة دون أية زيادات، هذه المصادر أعطتنا أرقاما خيالية لم نقم بنشرها كلها. ولكن في النهاية، ولو تفطنتم للتغطية التي قمنا بها كنا دائما ننسب المعلومات للمصادر، ونؤكد أنها قد لا تكون دقيقة بسبب الحصار المضروب على المنطقة وبسبب الخطورة على هذه المصادر نفسها التي لم تستطع التأكد من هذا الخبر أو ذاك. وفي النهاية كانت إحدى الغايات التي أكدنا عليها هو أن تضارب المعلومات قد يساعد أيضا في إظهار العجز الدولي عن الإطلاع على الحقيقة.
ـ مقاطعا ـ ولكن على أي أساس يتم التحقق من مصداقية الخبر، خاصة في ظل شح وغياب المصادر والمعلومات الدقيقة؟
- هذه عملية جد صعبة في غياب القدرة على المتابعة المباشرة من طرف المراسلين. يجب أن لا ننسى أننا نعتمد في جل أخبارنا على الجمعيات، والمنظمات العاملة على الأرض، وفي قلة من الأخبار على مراسلين خاصين، أو مصادر غير مختصة نتصل بها ونطلب التحقيق. إذا العملية تتم عبر الإتصال المباشر عبر الهاتف، أو عبر الإنترنت، ولا قدرة لنا على الوقوف مباشرة على الخبر وهذا عائق كبير.
ـ طيب، ماذا عن عنصر التفاعلية ولماذا تم حذف التعاليق؟ وهل فكرتم في إنشاء منتدى تفاعلي؟ خاصة وأن هذه المسألة بالذات إستقطبت إهتمام القراء واستحسنه الكثيرون إلى درجة وصل معها عدد الزوار إلى ما يقارب 7000 زائر؟
- صحيح أن التفاعل مع القراء مهم جدا، ويسمح بالتقدم في العمل، ومن هذا المنطق أطلقنا هذه الإمكانية، وبذلنا مجهودات جبارة في متابعتها ونشرها لفترة طويلة حتى استقطبت أعدادا هائلة من القراء، وبالمناسبة الـ7000 زائر هي المتوسط اليومي في الحالات العادية. ولكن، من جهة أخرى كان ذلك على حساب قدرتنا كعاملين على الموقع، وهنا يجب أن أذكر الجميع أننا صحفيين 2 فقط من نعمل على تحديث الموقع، وفي متابعة كل المجهود الإعلامي للإتحاد. إذا نحن مطالبون بكتابة الاخبار يوميا، بقراءة كل ما يرد بريدنا الإليكتروني، وللمعلومة قد نتلقى يوميا أزيد من 200 رسالة، وخبر، وبيان، ومراسلة، عشرات منها مكررة ولكن من مصادر مختلفة، بعضها أحيانا رسائل سباب وشتم الخ، بعضها أحيانا محاولات لا تتوفر فيها شروط النشر ولكن علينا قراءتها كلها، بعضها مراسلات بلغات أجنبية قد تحتاج للترجمة... الخ، إذا مجهود إعلامي تقني روتيني يومي لا يتوقف، وبالمقابل هناك كم هائل من التعليقات، أحيانا أيضا لا تستحق النشر بسبب لغتها الركيكة، أو بسبب كثرة الأخطاء، أو بسبب السب أو التشهير الوارد فيها، وغالبا نجد عشرات التعليقات من مغاربة او من يدعون أنهم مغاربة تحتوي على كل قبيح.. وهذا يتطلب قراءة دقيقة قد تأخذ ساعات، لكننا واصلنا نشر التعليقات. إلى أن تعرض الموقع لهجوم قراصنة الإنترنت الذين قالوا أنهم مغاربة، وفي النهاية اكتشفنا ان المدخل لعدد من عمليات القرصنة كان عبر نافذة التفاعل المفتوحة في الموقع، والتي وجه عبرها القراصنة هجوماتهم، وفيروساتهم، ورسائلهم الكثيرة. عندها قررنا إقفال هذا المجال، مفضلين حماية الموقع على مواصة التوصل بتعليقات قد تتضمن فيروسات. كان هذا هو السبب الحقيقي لوقف الصفحات التفاعلية دون زيادة أو نقصان. أما بالنسبة لفكرة استحداث منتدى تفاعلي، فهو عمل آخر سيحتاج مجهودا أكبر لا نتوفر عليه، هذا اعتراف، فما نقوم به حتى الآن أكبر من طاقتنا، وعلينا توفير هذه الطاقة لمواصلته على الأقل. ولكن هذا لا يمنع أن يقوم غيرنا بذلك، فليس المفروض أن نكون وراء كل المبادرات الإعلامية، والمجال مفتوح للإبداع والتطوع.
ـ يعتقد البعض أنكم تتعامون بإزدواجية مع الكتاب والصحفيين من خلال عملية النشر ما هو ردكم؟ وما هي شروط النشر لديكم؟ أي لماذا يتم نشر بعض المشاركات وحذفها فيما بعد؟ هل بسبب إملاءات فوقية ام نتيجة تذبذب في خط التحرير؟
- أولا لا أتفق بتاتا مع المصطلحات التي استعملتها في السؤال، فنحن لا نتعامل بازدواجية مع أحد، ولا ندعي لأنفسنا أية سلطة للتعامل بهذا النوع، ثانيا لم نقم بنشر وحذف مشاركات أحد إلا في حالة واحدة لا ثانية لها، ولم يكن ذلك بإملاء من أحد، ففي حالة مقال للأخ التاقي مولاي تم نشره بتقدير من الأخ السالك بوعلام، بعدها قام بحذفه بعد أن قدر أنه لم يكن يستجيب لشروط النشر وأنه بالمناسبة مجرد رد هجومي على موقع صحراوي، هو المستقبل وهو ما لا نقبله كاتحاد مطلقا لأن الهدف الوحيد لهجوماتنا هو الإحتلال ولن ننجر قط لأي معارك جانبية مهما كان السبب. إذا، كان ذلك تقدير من الأخ السالك، وهو تقدير يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب، ولكن ردة الفعل التي أعقبته لم تكن مناسبة حيث أنني تعرضت شخصيا للهجوم من طرف الكاتب بسبب ذلك مع أنني لم أكن حاضرا أصلا حيث كنت في جولة تحسيسية بالخارج، ولم أكن قادرا على متابعة الموقع بشكل يومي، لكننا لم نرد على الإتهامات، ومبدأنا في ذلك ان كل ما علينا فعله هو مواصلة العمل، والتقدم للأمام، لنترك للتاريخ أن يحكم، وأن نواصل الإجتهاد بنية حسنة خدمة للقضية الوطنية وللصالح العام فإن أصبنا فلنا أجران، وإن أخطأنا فلنا شرف المحاولة والثبات على الخط، ونوفر بذلك جهودنا للمعركة الحقيقية.
هناك أيضا من يرى أنكم تركزون بشكل كبير على الساحة الخارجية وتهملون الساحة الداخلية، ما رأيك؟
- هذا صحيح إلى حد ما، ولكن يجب أن أوضح أكثر. نحن بدأنا عملنا في الإتحاد بالتركيز على العمل الداخلي منذ انطلاقة الإتحاد، وتتذكرون أننا بدأنا العمل بتنظيم محاضرات للإعلاميين، وبالمشاركة في تنشيط ندوات، وملتقيات وطنية، والتركيز على كتابة البيانات للتفاعل مع الأحداث الوطنية، وعملنا كاتحاد مع مجموعات المتطوعين الشباب، ومع المنظمات الوطنية الأخرى ولا زلنا، ولكننا لم نحظ بالدعم الضروري للأسف الشديد من أعضاء الإتحاد لأسباب عديدة منها أن العديدين منهم يتحججون بعدم القدرة على حضور الأنشطة، وقد عانينا كثيرا في تنظيمنا للمحاضرات من غياب الإعلاميين، وعدم اهتمامهم بل وأحيانا كان البعض يطالبنا بدفع مقابل مادي كي يحضر. المهم، اكتشفنا أننا كنا نبذل مجهودات جبارة دون نتائج حقيقية. قمنا بتربصات ودورات تكوينية، لم تنجح كذلك بسبب عدم التزام المشاركين، أطلقنا معهد بصيري للإعلام دون أن ينجح بسبب قلة الإهتمام أيضا، لكل هذا ولغيره قررنا التركيز على المجهود الإعلامي والمشاركة في المعركة الإعلامية، وهي قناعة وخيار رسمناه منذ البداية لإدراكنا أهميته في المعركة الوطنية، أما بخصوص العمل الخارجي، فنحن فخورون أننا وبالرغم من شح الإمكانيات، وتواضع الإتحاد، إلا أن صيته قد وصل لجهات الأرض الأربعة، وذلك بفضل عملنا الداخلي قبل كل شيء، لأننا نعمل مع الصحفيين، والباحثين، والطلبة، والسياسيين، والشباب الأجنبي الذي يزور مخيمات اللاجئين الصحراويين، هذا عمل داخلي يتطلب مجهودا بدنيا هائلا، ويتطلب تضحيات مادية كبيرة ندفعها من جيوبنا غالبا ولسنا نتكرم أو نزايد على أحد، ويتطلب قبل كل شيء وقتا لأن كل برنامج مع صحفي أو طالب يتطلب مرافقة ومتابعة على الإنترنت لا تقل عن الشهر أو الشهرين في بعض الحالات وتصل للسنة والسنتين في الكثير من الحالات، ناهيك عن العمل الميداني حين يأتي الطالب أو الباحث لأسبوع أو اسبوعين أو شهر أو شهرين. إذا وبفضل هذا العمل الداخلي في المخيمات، وبفضل اتقاننا لهذا العمل وتعاوننا المشهود له بالجدية توصلنا في القليل من الحالات باستدعاءات من منظمات، وأحزاب وجامعات بالخارج لنشر القضية الوطنية، وللدفاع عنها، وقد استغليناها أيما استغلال وسنواصل فعل ذلك كلما أتيحت لنا الفرصة ودون تردد ولو تطلب ذلك السفر للمريخ، واي شخص يعتقد أن هذا مضيعة للوقت هو متناقض مع ذاته، وجاهل بأهمية كسر الحصار الإعلامي والمعرفي المضروب على قضيتنا في العالم. ولقد سمعت الكثير من الكلام الذي يتحدث عن سفري الكثير، وأنني لم أدع مكانا من العالم لم أذهب إليه كما لو أن ذلك تهمة أو جريمة. وبالرغم من كل شيء أود أن أوضح أن أول رحلة قمت بها كانت سنة 2006 لمرافقة أمينتو حيدار بجنوب إفريقيا، بعدها ذهبت لكينيا رفقة وفد صحراوي للمشاركة في المنتدى الإجتماعي العالمي سنة 2007، وبعدها لاستراليا بفضل استدعاء واستضافة من جمعية الصداقة هناك، حيث قمت لأول مرة بأزيد من 30 محاضرة في 7 جامعات ومراكز بحث، والتقيت ما لا يقل عن 600 مواطن استرالي ونيوزيلاندي ونشرت 3 مقالات في وسائل إعلام استرالية، وصورت حلقة خاصة مع التلفزة الوطنية الاسترالية واستجوبت في كل الإذاعات الوطنية الأسترالية، بعدها ساهمت في تنظيم مهرجان ساندبلاست بشكل شخصي نهاية سنة 2007، ولكنني أنسب عملي دائما للإتحاد وأطالب أية منظمة تستدعيني بأن تفعل ذلك كي أعطي اسم الإتحاد شهرة أكبر، وفي 2008 ذهبت رفقة فرقة صحراوية للدنمارك، ثم ذهبت سنة 2009 لنيجيريا رفقة مينتو حيدار مرة ثانية، ومنها نهاية 2010 قضيت شهرين وبضعة أيام في رحلة تحسيسية واحدة لكنها قادتني لفرنسا، وبلجيكا، والنرويج، وهولندا وجنيف قابلت ما لا يقل عن 1000 شخص من مختلف التوجهات، والأحزاب، وقدمت عددا معتبرا من المحاضرات دائما باسم الإتحاد، ومؤخرا قمت بجولة أخرى بإيطاليا قادتني لقرابة 5 مدن، وأزيد من 600 طالب وطالبة ما بين 15 و30 سنة، وتمكنت من التواصل مع عدد كبير من الصحفيين الإيطاليين وأخيرا رحلة ثانية لجنوب إفريقيا في مهرجان الشباب ورحلة لمجلس حقوق الإنسان. هذه هي الرحلات التي قمت بها، وإذا كنت أعطي الإنطباع بأنني كثير الترحال فإني أود أن أصحح هذه المعلومة الخاطئة لدى البعض لأقول بأن سفري للخارج هو سفر للعمل ولم يكن قطعا للسياحة ولا للنزهة أو جني أرباح ما اللهم علاقات وصداقات جديدة، وفرص جديدة لخلق شبكات دعم للقضية الصحراوية، ومن المؤسف أن يمعن البعض في تشويه حقائق لا اطلاع له عليها، ولم يكلف نفسه حتى سؤالي عن تفاصيلها، بل ويلومني لأنني أصر على تقديم محاضرات؟ فما هذا بحق الله؟
ـ مقاطعاـ على ذكر التجوال والرحلات، ماهي عائدات العمل الخارجي على أعضاء الاتحاد وعماله؟ أقصد العائدات المادية؟
- (ضاحكا) هذا بالضبط ما أقوله، العمل الخارجي لا يعني جني أرباح، نحن لسنا شركة تستثمر في شيء معين حتى نجني أرباح، بل اننا نحن من يجب أن يعطي المال للخارج في حقيقة الأمر امتنانا وعرفانا منا على الفرص التي توفرها لنا هذه الرحلات للتواصل مع الرأي العام. ولكن للأسف هناك عقلية مؤسفة وفهم مغلوط لدى البعض ممن لا يرى في الإتصال بالأجانب سوى استجداء للمال، وإذا كان ذلك واقعا في حالات ما فقطعا أننا في الإتحاد لم نعمل قط من هذا المنطلق، بل على العكس. لمعلوماتك أننا استقبلنا هنا بالمخيمات طلبة، وباحثين، وصحفيين على حسابنا، كل ما نطلب منهم هو أن يشتروا تذاكر سفرهم في حين نتكفل نحن بتوفير الإقامة والغذاء والتنقل، ويمكن أن تتصلوا مثلا بطلبة مثل الأمريكيين تيم كوستوش وجاكسون هاورد، أو البريطانية آليس ويلسون، أو البرازيليتين جيوفانا ماورس، ولاورا داودين، وغيرهم كثيرون، ما بين 2005 و 2008 وصولا لـ450 شخصا افرادا وجماعات، وفي النهاية نحصل على أصدقاء مقتنعين بجديتنا وجاهزين للتعاون معنا في العمل الإعلامي ومنهم من واصل نشر المقالات، وشارك معنا في أنشطة بالخارج مثل السويسرية ميريام هيرتزغ التي شاركت معنا في اشغال مجلس حقوق الإنسان الأخير. والحديث عن عائدات مالية هو أمر مضحك مبكي، لأن من يبحث عن العائدات المالية عليه ان يبتعد عن النضال، هنا نحن من يدفع، ولسنا نادمين على ذلك بالنظر للقيمة التي أصبحت لدينا كاتحاد، وبالتأثير المعنوي الذي نمتلكه لدى عدد كبير من المنظمات والأفراد الذين تعاملوا معنا وأصبحت لدينا مصداقية لديهم، وفي نظري أن هذا مكسب ما بعده مكسب، نحن قادرون من المخيمات على تنظيم مظاهرات وإطلاق حملات دولية في عدد كبير من البلدان بفضل أصدقائنا وشبكات الدعم التي قويناها بهم.
ـ وماذا عن الدور النقابي للاتحاد؟ لأن دور الإتحاد وكما هو وارد في أدبياته، احترام حرية الصحافة والصحفيين.. وتوفير الحصانة اللازمة لهم خلال ممارستهم لمهامهم.. والمحافظة على كرامتهم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ضد كل اشكال التعسف والشطط. والقمع، والمنع ما لم يثبت ارتكابهم مخالفات قانونية تستوجب المنع الذي قد يتعرضون له؟
- لقد ناقشنا هذا الموضع في الجمعية الأخيرة، وكان رئيس الجمعية العامة كما تتذكرون الأخ حمة ددي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، كان حاضرا وواضحا في مداخلته حول الموضوع، وخلاصتها هي ان الإتحادات المهنية هي إطارات سياسية أكثر منها نقابية، وهذا أمر يختلط على الإخوة كثيرا، النقابة الوحيدة الموجودة على الساحة الوطنية هي اتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب. ولكن، وبالرغم من ذلك لم نقف يوما مكتوفي الأيدي أمام التجاوزات، ولقد تعرضنا نحن أحيانا لبعضها، وتعرفون أننا عملنا كذلك على تفعيل لجنة التظلمات، أو لجنة العمال، ولكن يجب أن نعترف أننا لم ننجح في الدفاع عن أغلب المتضررين ببساطة لاننا لم نحصل على أي دعم أو تفهم من الإدارة، والتي واصلت ارتكاب عدد من التصرفات المؤسفة. ولقد رفعنا الموضوع للسلطات المعنية التي نحن منضوون تحتها، للأمانة العامة لاتحاد العمال، وحاولنا التواصل مع وزير الإعلام حول الموضوع، لكننا لم ننجح معا في التوصل لحلول، وأعتقد أن هذا الموضوع هو موضوع وطني، يحتاج لعمل ولمجهودات السلطات الوطنية القادرة على حله وطنيا لأنه لا يعني وزارة الإعلام فقط. إذا، ليس للإتحاد مسؤولية نقابية مباشرة، بل دور نقابي "معنوي" لأن لا سلطة قانونية تخول لنا ذلك، وفي المقابل فالإتحاد هو إطار ثقافي سياسي إعلامي بالأساس، نعم هناك تجاوزات مؤسفة وتحتاج الإنتباه ولقد نبهنا لها وننبه لها وسنواصل التنبيه لها كلما تمكنا من ذلك، وواجهناها، وتحملنا مسؤولياتنا في مواجهتها، وتحملت تبعات هذه المواجهة بشكل شخصي ولست نادما على ذلك بتاتا، نعم فشلنا كإتحاد إذا أردتم في تحقيق الشيء الكثير في هذا المجال، للأسباب المذكورة أعلاه ولأسباب عديدة متعلقة بوعي العمال انفسهم وانعدام المسؤولية لدى بعضهم كذلك.. ولكن في النهاية هذه مجرد معركة ضمن معارك، وليست قطعا أهم المعارك.
لماذا لا يتم استقطاب كتاب وصحفيين من الخارج على غرار مبادرة كل من مروان سداح وهشام بوشتي... الخ؟ ولماذا غابوا عن المساهمة؟
- الحقيقة أن الكاتبين الذين سميت ليسا وحدهما من ربطا علاقة بالإتحاد، نسيت عبد الله ولد بونا، ونيست كتابا أجانب ربما لا يعرفهم القراء بالعربية لأن مساهماتهم بالأنجليزية وأذكر على سبيل المثال لا الحصر كارلوس رويث ميغيل، بابلو سان مارتين، جيكوب موندي، ستيفن زونس، آليس ويلسن، شيرين كونستنتينا، سيتفن زيمانوفيتش، تيموثي كوستوش، ولائحة الأصدقاء من الطلبة والباحثين الذين نشروا مقالات، أو ألفوا كتبا كثيرة، أذكر منهم مثلا الصحفيتين البرازيليتين اللتين ألفتا أول كتاب برازيلي حول القضية الوطنية بفضل تعاون الإتحاد، تيموثي كوستوش الذي بدأ في كتابة مقالات وأسس منظمة بفضل العمل الذي قام به مع الإتحاد. لدينا علاقات عمل قوية مع عدد كبير من المنظمات الأخرى التي تساند الشعب الصحراوي ويمكن التوجه إليها وسؤالها عن نوعية العلاقة التي ربطها الإتحاد معها وبناها على المصداقية، والكفاءة في العمل والمبادرة، وأذكر مثلا المرصد الدولي لحماية الثروات الطبيعية، نحن شريك له منذ سنة 2005، الجمعية الأسترالية للصحراء الغربية التي ساعدتنا على شراء الموقع، جمعيات الصداقة ببريطانيا، بالنرويج، بالسويد، بأمريكا، بنيجريا، بفرنسا، بسويسرا، المكتب الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية...الخ اللائحة طويلة. ولكن لا يمكن الحديث عن استقطاب، نحن لا نستقطب أحدا نحن نقنع الجميع بالعمل المشترك وبالتعاون. ولست أتفق معك أن أصدقائنا غابوا عن المساهمة. ربما أن هناك غياب أكثر للصحفيين الصحراويين ولبعض المثقفين الصحراويين القادرين على الكتابة سواء بالمخيمات أو بالمناطق المحتلة.
يلاحظ أيضا انكم تركزون فقط على المقالات والاخبار وتهملون التحقيقيات والحوارت والتنوع الثقافي والترفيهي عموما؟
- يبدو أنك نسيت أننا ننشر حواراتك عندما تتكرم بإمدادنا بها. ويبدو أنك تنسى دائما أنك وزملائك الصحفيين أعضاء في الإتحاد، وأنتم من تجب محاسبته لعدم نشر الحوارات أو المقالات أو أي عمل آخر. نحن فقط نعمل على الحفاظ على الحد الأدنى من عمل موقع الإتحاد الإعلامي بما لدينا من القدرات الذاتية، وهذا ما لدينا القدرة على توفيره حتى الساعة. ونحن وكما قلت سابقا صحفيين 2 فقط، فلتحاسبونا على هذا الاساس، أو لتوفروا لنا أنتم كإعلاميين المادة الكافية، والعمل الكافي لتغطية كل الأنواع الثقافية الممكنة. بالنسبة للتركيز على الأخبار، لا أرى في هذا أي شيء يعاب، بل أعتقد أنه أهم ما استطاع الموقع توفيره بثبات حتى الساعة. إذا ربما علينا نحن أن نحاسبكم في الجمعية العامة القادمة لأننا قلنا للجميع آنذاك، لا تنتخبونا وتدعونا وحدنا فالإتحاد ليس لأحد عن أحد. وللأسف الشديد في بعض الحالات حين كنا نقترح على البعض بالعمل معنا في الموقع، كان الرد أحيان: "وكم ستدفع لي؟".
طيب، لماذا يختصر عمل الاتحاد في شخصين فقط (السالك بوعلام وماء العينين لكحل)؟
- والله، نحن لم نمنع أحدا من العطاء في إطار الإتحاد، وثانيا ليس صحيحا أن العمل يقتصر على شخصين فقط، نعم العمل الإعلامي اليومي ربما، أما أنشطة الإتحاد فهناك عدد كبير من الأعضاء الذين يتطوعون للعمل في برامج شارك فيها الإتحاد، وأذكر مثلا الدكتور غالي الزبير الذي يقوم حاليا بالمشاركة باسم الإتحاد في نشاط لاتحاد الكتاب الإثيوبيين بمحاضرة، الدد محمدنا، وآخرين. وبخلاصة عمل الإتحاد سواء أقام به شخصان أو أكثر هو في النهاية عمل للجميع ومن أجل الجميع، ونصر دائما على أن يكون باسم الجميع، لأننا حتى لا نوقع الأخبار التي نكتب بأسمائنا بالرغم من أن عددا كبيرا من وسائل الإعلام يفعل ذلك. وفي النهاية فسنتركه للجميع، فنحن لا محالة "راحلون" لا تخشوا شيئا. (يضحك)
ما هي أسباب فشل مجلة الاتحاد من حيث إرادات البيع؟ ولماذا إقتصرت على عدد يتيم فقط؟
- لم تنجح فكرة بيع المجلة لأن ثمنها كان مرتفعا جدا، ولكن ارتفاعه كان بسبب ثمن التكلفة الإجمالية وقلة النسخ. وفشل لأن ردة الفعل من القراء كانت سلبية ولم تنظر إلى أهمية تشجيع مثل هذه المبادرات النوعية بدل البحث فقط عن الطعن فيها، أو انتقادها لغلائها أو لأنها نشرت جزء منها باللغة الإنجليزية بدل الإسبانية وما إلى ذلك من شكليات لا تستطيع إنكار أنها مجلة نوعية بالمقاييس الدولية. وفشلت لأننا مجتمع ألف أن يحصل على الأشياء مجانا، ولا يرى أي واجب في التضحية ببعض المتوفر من المال في الكتب أو المجلات حتى ولو على حساب الغذاء، وفشلت لأننا لم ننجح في توفير مال كاف لطباعة عدد أكبر حيث لو توفر لدينا مبلغ مثلا لطباعة 5000 نسخة بدل 1000 لكنا استطعنا بيعها بأقل من 100 دينار، وبالتالي استرجاع المال الضروري لطباعة أعداد أخرى، وربما إطلاق حلمنا في إنشاء "منشورات الإتحاد". أما حول العدد اليتيم، فهذا غير صحيح لدينا عدد ثان جاهز للطباعة، ولكننا لا زلنا لم ننجح في توفير المال الضروري لطباعته، ولا نريد أن نطبعه بنفس صيغة الماضي، أي 1000 نسخة فقط لأن ذلك سيكون تكرارا لنفس الخطأ. إذا نرجو أن تتوفر لنا القدرة في طباعته في بحر هذه السنة.
هذا يقودنا للحديث عن هامش الحرية الموجود لدى الموقع والمجلة، بصراحة ما سقف هذا الهامش؟ وهل من خطوط حمراء؟
- بصراحة دعني أقول أن هنالك هاجس غير مفهوم، على الأقل بالنسبة لي، يسميه بعض الزملاء "الحرية"، وأحيان ترى من يصر على تقديم نفسه على أنه "مستقل". والسؤال هو مستقل عمن؟ وعن ماذا؟ وما هي "الحرية" التي نريد، ولماذا؟ وكبداية، أود أن أعلن للجميع أننا أحرار حتى النخاع، ولدنا أحرارا، وعشنا أحرارا، وتحملنا مسؤولياتنا ومسؤولية خياراتنا الوطنية انطلاقا من حريتنا وممارستنا لهذه الحرية، ودفعنا الثمن الضروري لهذه الحرية، فلربما لا تعرف أنت والعديد من الزملاء أنني تعرضت شخصيا للإختفاء والإعتقال السري بالمناطق المحتلة مرتين على الأقل بسبب ممارستي لحريتي ودفاعي عنها ولم أندم ولم أتراجع ولن أفعل أبدا، ولن أرد على اولئك الذين يتجرؤون على وصفي في كتاباتهم الركيكة ب"الخادم المطيع" لأي كان، لأنهم هم العبيد الحقيقيون للضحالة. إذا أقول هذا للتأكيد ان هامش الحرية المتوفر لدينا هو الهامش الذي نصنعه بأيدينا، والذي يخدم أهدافنا الوطنية ولسنا نبحث عن بروز، ولسنا ملزمين بتقليد الغير، ولا تمارس علينا ضغوطات من أي كان ولسنا نعاني استلابا لثقافة الغرب التي تدعي الحرية، في حين أن حريتها هي في خدمة مصالحها وأجنداتها السياسية، وفي وقت تدوس فيه باسم نفس الحرية على حقوقنا وحقوق شعوب أخرى مستضعفة مثلنا. إذا هنالك دائما رقابة ذاتية يمارسها أي انسان عاقل من أجل خدمة أهداف أسمى وأجل. الحرية المطلقة لا يمكن أن تعني قطعا الخير المطلق، أو الفائدة المطلقة، كما أن التضييق المطلق على أبسط الحريات لا يمكن بأي الأحوال أن يخدم الإبداع والمبادرة. لهذا، أقول أن لدينا كل الحرية الضرورية لخدمة قضيتنا الوطنية، والتعبير عن آرائنا بمسؤولية، أما إذا كنت تقصد بالحرية إطلاق العنان للسباب، والشتم، وإطلاق الإتهامات جزافا، وأحيانا كثيرة ترويج الأكاذيب والإشاعات التي لا يعرف لها مصدر، والإبتعاد عن الدقة والمسؤولية، فهذه حرية لا نستطيع الإيمان بها، وحتى الغرب الذي استلب الكثيرون به يسميها "الفوضوية" (أنارشي) ونحن لا نؤمن بالفوضوية لأنها نقيض لثقافتنا الشعبية، ولديننا، ولأخلاقنا، ولعاداتنا ولأهدافنا. وهنالك فعلا خطوط حمراء، خطوط حمراء وضعناها نحن، لم يملها علينا أحد، ولا يستطيع أحد إملاءها علينا لأننا أحرار حقا. خطوط حمراء أخلاقية، خطوط حمراء وطنية وموضوعية، خطوط حمراء مهنية. خطوط حمراء اخلاقية: تأبى علينا أن ننشر أي مقال أو رأي به تجريح، به معلومات مغلوطة أو كاذبة، معلومات مضللة أو غير مدققة ولا دليل عليها غير الإتهامات. خطوط حمراء وطنية وموضوعية: فنحن لا نستطيع أن ننشر لأي كاتب أو صحفي أعلن عداءه للشعب أو ثبت لدينا أنه يتماهى في كتاباته أو يتقاطع بشكل واضح مع أهداف العدو كأن يدافع عن الحكم الذاتي، فهذا النوع من الكتابات لا يلزمنا في شيء ومن يكتبها لا حق له لدينا. خطوط حمراء مهنية: فليس كل ما يكتب مقالا، ولا كل ما يكتب قصيدة أو بحثا أو حتى خبرا، وللأسف الشديد أن الكثير مما نتوصل به أحيان يفتقر لأبسط شروط النشر في أبسط جريدة نظرا للأخطاء الإملائية، أو للأسلوب الركيك، أو لسبب مهني آخر مثل التخفي دون سبب خلف أسماء خيالية دون سبب وللتعبير عن آراء لا قيمة لها لأن لا وجه لها في النهاية، ولهذا نصر على أن يوقع الجميع مقالاته لتنحت أسماء كتاب صحراويين ولكن أيضا لكي تكون للأفكار وجوه وأصوات معروفة ومسؤولة.
ـ مقاطعا ـ لكن من وضع تلك الخطوط الحمراء؟
- أعتقد أن كل وسائل الإعلام في أي مكان في العالم تتفق على الحد الأدنى من هذه الخطوط، خصوصا ما يتعلق منها بالشروط المهنية، والأخلاقية التي عادة تكون لها تبعات قانونية. ففي كل دول العالم لا يمكن لأي صحفي بإسم حرية الصحافة أن يتهم الناس جزافا دون أن يدفع ثمنا قانونيا لذلك لأن القذف والشتم جريمة وفقا للقانون، ولأن بينة أي اتهام على من ادعى وليس على المتهم الذي يظل بريئا ما لم يثبت العكس. أما في فضائنا الوطني للأسف فهناك الكثير من الاستغلال اللاأخلاقي واللامسؤول لهذه الحرية، وهو في الغالب استغلال يسيء أكثر مما يفيد، ويتناقض حتى مع أخلاقنا وعاداتنا في احترام الآخرين ومحاسبتهم إن تطلب الأمر بذكاء ولباقة. ثم إن هناك اعتقاد سائد أن حرية التعبير تعني الإعتداء على حرية الآخرين في الإنصاف، وحرية الرأي العام في المعلومة الحقيقية، وليس في التضليل والكذب الذي هو في النهاية تسميم واعتداء إجرامي على حرية الحصول على المعلومة. إذا يجب الحذر في معالجة مثل هذه القضايا لأن الحرية دون حدود هي اعتداء على حرية الآخرين في النهاية.
نجري هذا الحوار بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، بهذه المناسبة كيف تقيمون الإعلام الوطني بصفة عامة؟
- الإعلام الوطني هو إعلام مقاتل، ولد وترعرع في ظروف قاهرة، واعتمد على الذات وعلى التجربة لصقل أدواته، لهذا ينقصه الكثير من الإحترافية، وتطبعه الكثير من العفوية ويحتاج للثبات والإستمرار والتراكم. ولكن وبالنظر للوسائل والإمكانيات اعتقد أن أجيال الإعلاميين قد أعطوا الكثير، ويجب أن يستعدوا لدخول الإحتراف والفعالية بشكل أفضل، ويجب على الدولة أن تنتبه أكثر لهذا السلاح الهائل لتعده الإعداد الواجب والمفيد للقضية الوطنية ولخدمة المجتمع الذي نرجوه حرا، ديمقراطيا مستقلا ومستعدا للتحديات.
وماذا عن تجربة الإعلام المستقل؟ وهل من علاقة قائمة ما بين الإتحاد وهذا الإعلام؟
- علاقتنا بما يصطلح محليا على تسميته بالإعلام المستقل علاقة عادية، رغم اعتراضي على وصف "المستقل" لأن السؤال المطروح وكما قلت سابقا هو مستقل عن ماذا، وعن من؟ وعلى العموم فإني أرى أن هناك تجارب ناجحة في هذا الإعلام. وبالمناسبة، موقع اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين هو موقع "مستقل" إذا ما كان المعنى استقلاله عن وسائل الإعلام الرسمية، فنحن في النهاية غير تابعين هيكليا لوزارة الإعلام ولا نمثل الموقف الرسمي قطعا رغم اننا ندافع عنه لانه يدافع عن قضيتنا الوطنية، كما أننا قد ننتقده بمسؤولية حين نرى أن انتقاده قد يساعد على البناء. كما أعتقد أن هناك وسائل إعلام لم تنجح في إيجاد طريقها بعد ولا زالت تتخبط بين أن تكون وسائل إعلام مستقلة أم لسان حال توجهات سياسية معينة، طبعا توجهات سياسية وطنية لأنني أرفض اتهام أي موقع أو "وسيلة إعلام" صحراوية باللاوطنية، ففي النهاية لا أحد يستطيع المزايدة على وطنية أحد ما دمنا ندافع عن نفس الأهداف وإن بطرق مختلفة ورؤى قد لا تتماثل تماما. مثلا، ما أعيبه على مجلة المستقبل هو أنها هي نفسها عاجزة عن تحديد ما إذا كانت "وسيلة إعلام مستقلة" أم لسان حال "منظمة سياسية" حيث ان المجموعة تقدم نفسها على انها "منظمة سياسية" (organisacion)، على الأقل هذا ما قرأته في تعريف الموقع للمجموعة باللغة الإسبانية. ولكن عموما أعتقد انه من المفيد تشجيع مثل هذه المبادرات الوطنية "المستقلة عن وسائل الإعلام الرسمية" لأنها تخلق جوا صحيا من المنافسة، ولكن أنصحها على العموم بأن تحاول تحري المصداقية، وتبتعد عن الإنزلاق في تصرفات ومواقف غير محترفة تجعلنا غير متفقين على وصفها بأنها "وسائل إعلام" بل مجموعات وتوجهات سياسية قد نتفق وقد لا نتفق معها، وقد لا نستطيع حتى تحديد ماهيتها السياسية في النهاية. كما يجب أن تحاول الإستفادة من وسائل الإعلام المختلفة لتلمس طريقها ولتشكيل صوتها كوسائل إعلام حقيقية تنقل الخبر والمعلومة والتحليل وليس فقط "الرأي" كمجرد منتديات لإبداء الرأي لأن المنتديات نوع آخر من الفضاءات المنتشرة في الشبكة العنكبوتية لكنها ليست "وسائل إعلام" بالمعنى الدقيق للكلمة. وأخيرا وهذا هو الأهم، أنا استغرب كثيرا حين أقرأ نقدها للدولة الصحراوية أو الجبهة لأنها لا تدعمها؟ وأقصد أن من يريد أن يكون "مستقلا" عليه أن لا يطالب بدعم من الدولة وإلا فلن يكون مستقلا في نهاية الأمر.
ـ مقاطعا ـ تتحدث عن إستقلالية الإتحاد ومقره يوجد بوزارة الإعلام، فهل هذا يعني أنكم تابعين لهاته المؤسسة؟ وما هي حدود العلاقة القائمة ما بينكم؟
- هذا غير صحيح. ليس للإتحاد مقر بتاتا لمعلوماتك. المقر الذي تتحدث عنه هو مسكن للمجموعة التي تشرف على الإتحاد حاليا، وقد استعملت جزءا من المسكن كمقر ظرفي للإتحاد. مقر الإتحاد الحقيقي هو في أجهزتنا المحمولة، وعلى شبكة الإنترنت، وفي كل مكان نرتحل إليه أو نعمل منه. غير أنني اغتنم هذه المناسبة لأعلن ومن منبركم أنني مستعد للتخلي عن مسكني هذا كتبرع للإتحاد مستقبلا حين يتم اختيار أمين عام آخر في الجمعية العامة القادمة أما عن العلاقة مع وزارة الإعلام، فيكفي قراءة القانون الأساسي لمعرفة أن الإتحاد هيكليا هو رافد من روافد اتحاد العمال، وليست العلاقة مع وزارة الإعلام غير علاقة مهنية وظيفية، فقط.
ـ ولكن ما طبيعة هذه العلاقة الأن؟
- حاليا يجب أن أعترف بأن العلاقة بين الإتحاد والوزارة ليست على ما يرام، يجب قول الحقائق كما هي، ليس لأننا نرفض تحسينها، ولكن لأننا لم نر أي علامات تشجع على تطوير هذه العلاقة للأسف الشديد. طبعا نحن لا نطالب الوزارة بأي شيء، ولا تدين لنا الوزارة بأي شيء، ولكن كان بالإمكان أحسن مما كان لو أن الوزارة اعترفت بالدور الذي يلعبه الإتحاد ويمكن أن يلعبه.
أسئلة ساخنة:
ـ بعد إذنك طبعا، قرأت عدة مقالات على الإنترنت تتحدث عن الإتحاد بشكل مريب، ووردت فيه عدة نقاط، سأوردها للتحقق منها والرد عليها، مثلا يرى أحدها أن الإتحاد كان عبارة عن مشروع بزنسة، ما ردك؟
- ردي بكل بساطة أن كاتب هذه الكلمات كائنا من كان، هو من ضمن المجموعة التي أشرت إليها سابقا أي أولئك الفاقدين لأبسط شروط الحرفية والمصداقية وممن ينطبق عليهم قول: "ما في نفسك يدلك على الناس" أي أنه يفكر من منطلق "بزنسة" لهذا يعتقد أن الجميع مثله. ولست قطعا في موضع اتهام لأدافع عن نفسي، ولكن للإجابة على السؤال أقول فقط أن الحديث عن "البزنسة" في حالتنا هو أمر مضحك لأننا على ما يبدو لم ننجح كثيرا فيها، فكل ما نملكه ولله الحمد في هذا اللجوء هو غرفة بسيطة في وزارة الإعلام، وبعض الثياب، وجهاز كمبيوتر لكننا أغنياء بقناعاتنا، ونجحنا بمساعدة مناضلين صادقين آخرين في نحت اسم للإتحاد لم يكن له من قبل، وفي تحقيق مصداقية لهذا الإطار لم يحصل عليها من قبل. وبالقطع لم نتلق أموالا مقابل ذلك ولم نكن ننتظرها من أحد.
هل صحيح أن المصاريف التي صرفت على عقد المؤتمر فقط هي حوالي 40 مليون سنتم جزائري دون حساب المحروقات والسيارات والحركة التي تبعت ذلك؟
- هذا كلام سخيف، واتهام باطل، وكان بالإمكان أن يوجه لنا السؤال لكي نجيب، ولكن اولئك الذين يطلقون هذه الإتهامات لا يكلفون أنفسهم حتى عناء السؤال كما يجب على الصحفي أن يفعل، أما الآن فقد فقدوا كل مصداقية على الأقل بالنسبة لي شخصيا لكثرة الأكاذيب التي نشروها حولي دون وجه حق وأرفض أن أتوجه إليهم حتى بالرد. وللمعلومة فقد حصل الإتحاد على 10 ملايين سنيتم جزائري لتنظيم الجمعية العامة، وقد عملت اللجنة التحضيرية مشكورة على استلام المبلغ بنفسها، وصرفته فيما رأته مناسبا لتنظيم الجمعية العامة التي شهد لها الجميع بأنها كانت جيدة. ولم يستلم منها الأمين العام غير 1000 دينار جزائري لشراء بطاقتي تعبئة للإتصال بالمناطق المحتلة. أما المحروقات والسيارات فلم نرها قطعا لأننا نظمنا الجمعية العامة في قاعة بالأرشيف وليس على متن سيارات لا نمتلكها أصلا (يضحك).
بصراحة أين هي السيارة الفاخرة والمبلغ المالي الشهري؟
- يضحك بشدة ثم يجيب - والله لا علم لي أكثر من علمك. سمعت مثلك بأنني أتوصل من الحكومة ب5000 أورو أو دولار شهريا، وان لدي سيارة فاخرة، فزاد عجبي على عجب من صفاقة هؤلاء الذين يمتلكون الجرأة لطرح مثل هذه الأكاذيب على الملأ لأن الجميع هنا بالمخيمات يعلم أنني لا أمتلك لا سيارة ولا دراجة ولا حتى دابة والحمد لله. ويعلمون أن هذا المبلغ الخيالي لا يعطى حتى ولا لوزارة كميزانية، ولكنهم قديما قالوا "إن لم تستح فافعل ما شئت".
بصراحة، ما هي حدود علاقتك بوزيرة الثقافة السيدة خديجة حمدي؟
- بكل صراحة علاقتي بالأخت خديجة حمدي هي علاقة أخوة، ورفاقية وصداقة واحترام شأنها في ذلك شأن علاقتي بكل المناضلين الصحراويين الصادقين في كفاحهم، والمثابرين على أداء واجبهم رغم كل الإكراهات. وللرد على الفقرة التي قرأت علي (قدمت له فقرة كنموذج) فعلى ما يبدو هي إحدى كتابات "الكتاب المجهولين" هؤلاء وأعتقد أن القارئ الفطن سيتنبه للنعوت الساقطة، والكلمات النابية الواردة فيها والتي لا تحترم أبسط أخلاقياتنا كصحراويين وتدل على نفسية كاتبها، ولا تستحق الرد. وهذا هو ما قصدته من قبل حين قلت أن مشكل عدد كبير من الكتابات هذه أنها تريد أن تعطي لنفسها مصداقية لا تستحقها وتبحث عما تقتات به لبث روح التفرقة بيننا كمناضلين، وزرع الشك، والكراهية، والتضليل في نفوس القراء. أما عن كتابات الأخت خديجة حمدي، فلست من يحكم عليها، وليس قطعا كاتب تلك الكلمات النابية من يستطيع ذلك، بل الحكم يجب ان يكون للقراء، وللمتابعين، وللنقاد إن وجدوا. من جهة أخرى، فبالقطع أننا لم نقدم الأخت خديجة في الموقع بأكثر مما قدمنا به بقية الكتاب الصحراويين، بما يستحقونه منا من احترام وتقدير وتنويه اعترافا لهم بشجاعتهم، وامتنانا لمبادرتهم للكتابة، وتقديرا لإصرارهم على الإستمرار في التواصل مع موقعهم وإغنائه بالكتابات، والأخت خديجة ليست سوى واحدة من عشرات الكتاب الصحراويين الذين نقدرهم، ونجلهم، ونحترمهم، فلماذا هذه المغالطات وهذا التحامل الذي لا يفيد في النهاية في شيء، ولا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يخدم لا القضية الوطنية ولا أية قضية أخرى من قريب أو بعيد. وفي نهاية المطاف أن تكتب خديجة أو لا تكتب، أن تكون كتاباتها جيدة أو لا، هذا أمر لا أرى فيه أي فائدة أو ضرر على الكاتب المجهول إياه، الذي كان الأحرى به أن يوجه سهامه للعدو الحقيقي الذي يسلبنا أرضنا، ويحرمنا حقوقنا، حتى حقنا في أن نكتب ونعيش بدل ان يضيع جهده في تشويه صحراويين كتابا أو مواطنين.
ورد أيضا أن السبب في إغلاق الموقع ـ آنذاك يرجع إلى خلاف بين رئيس الاتحاد ومن أتوا به ليتبؤا منصب الأمين العام للاتحاد؟ ما ردك؟
- هذا أيضا كلام فارغ آخر ورد للأسف الشديد في موقع صحراوي وباسم مستعار كالعادة، ولا أساس له من الصحة، لأن من أتوا بي هم الصحفيون والكتاب الذين انتخبوني، ولا أذكر أنني اختلفت معهم حتى الآن، وعموما يمكنهم تغييري في الإستحقاق القادم إن أرادوا فهذا لن يؤثر في شيء على علاقتي بأي منهم. ما أعيبه على أصحاب الموقع الذي نشر هذه الأراجيف أنهم يعملون من داخل وزارة الإعلام ويعرفونني شخصيا وأقابلهم يوميا، وكان بإمكانهم التحقق من هذه المعلومة وغيرها معي مباشرة، ولكن طبعا لم يتجشموا هذا العناء، وسمحوا بنشر هذا الكذب باسم "حرية الصحافة" في حين انه مجرد "تضليل إعلامي" وكذب مخز بكل بساطة. ولقد رددنا في الإتحاد على الموضوع في حينه في بيان واضح. ولكن وللتاريخ، أكرر على المستوى الشخصي انني حين أكتب أفعل ذلك انطلاقا من مسؤوليتي ولست مطالبا بأن أكتب في كل لحظة وحين ولا أكتب ب"الريموت كونترول" لأنني لا أتكلم بأمر من أحد، ولا أقبل على نفسي أن أقول أشياء كاذبة، أو أشياء لا أستطيع إثباتها بالحجة، ولأنني أعترف أنني لا أمتلك المعلومات الكافية التي تمكنني من الكتابة بارتياح تام وأعرف قدر نفسي وقطعا لا نية لي في ادعاء ما لست أهلا له. ولهذا أقلل من الكتابة وأتجنب تكرار ما قيل أو يقال، وأتجنب إلقاء الكلام على عواهنه. ولقد قرأت نفس الكلام وأكثر على موقع المدعو المحجوب السالك، وهو المعروف بما أراده لنفسه ولن أزيد. وأخيرا أعتقد أن مقالي المذكور لا زال منشورا ومتوفرا على الموقع، وقد كتبت غيره من المقالات التي تشير وتواصل في نفس المسار لأنني أكتب عن قناعة ما أراه في المواضيع التي أتناولها، ولا أنتظر إملاءات من أحد، ومستعد لتحمل مسؤولياتي عما أكتب في كل حين لأنني أوقعها باسمي وعلنا ودون خوف من النقد أو التصحيح إذا ما وردت فيها نواقص أو معلومات خاطئة، فسبحان الذي لا يخطئ. أما عن ترجمتها باللغات، فهذا دليل على اهتمام القراء بها لأنني لم أترجمها إلا للإنجليزية لرغبتي في أن تصل إلى الرأي العام الدولي، ولست مسؤولا قطعا عن بقية الترجمات. وفي الختام ما أدهشني حقيقة هو الفرح والتشفي الذي أبداه بعض هؤلاء "الكتبة المجهولين" من إقفال الموقع الذي تعرض آنذاك لهجوم القراصنة المغاربة، بالرغم من أننا أعلنا عن ذلك، وبالرغم من أن جميع الزملاء في وزارة الإعلام كانوا على اطلاع بالموضوع وكانوا يعلمون بأننا كنا نبحث عن موقع بديل وفي نفس الوقت كنا نصممه بشكله الحالي. فهل إقفال الموقع يخدم مصالح هؤلاء، ليس لدي جواب لكن هذا ما بدا لنا من ردة الفعل الغريبة هذه.
ـ وصفك مقال آخر بالحامل لكل أسرار الجبهة خاصة طرق عمل وسائلها اﻹدعائية، ما ردك؟
- يجيب بإستغراب ـ حسنا، هذا لم أقرأه، ولكن ربما يعني هذا أن العمل الذي نقوم به في الإتحاد يوجع البعض لدرجة خلق تخيلات عجيبة لديهم. أما عن علاقتي بالإعلام الرسمي، فمثلي مثل كل الصحفيين الصحراويين نتعامل مع كل وسائل الإعلام الوطنية، وليس لدي قطعا أي نوع من التأثير الهيكلي عليها، ولست مديرا بأي منها، وربما أنني والسالك بوعلام الصحفيين "المستقلين" الحقيقيين الوحيدين هنا لأننا على الأقل منذ سنة 2005 لا نعمل رسميا في اي وسيلة إعلام صحراوية، ونركز كل جهودنا في الإتحاد، وحين تنتهي مهمتنا فيه سوف نضطر لمغادرة الوزارة لأننا لا نعمل بها. ولكن في النهاية، إذا كان عملي يخدم الجبهة والدولة الصحراوية والشعب الصحراوي فهذا لا يمكن إلا أن يكون مصدر سعادة وارتياح ما بعده ارتياح.
يتهمك البعض بأنك أول من إستحدث مصطلح سيادة الرئيس، وفخامة الوزير والسفير في اللغة الإعلامية الصحراوية، هل هذا صحيح وما مرد ذلك؟
- هذا كلام زملاء المحجوب السالك الذي يحاول منذ زمن استدراجي لمعاركه "الدنكيشوتية"، ويمكن الرجوع لكل كتاباتي، وحتى للأخبار التي ننشر على الموقع. نحن نكتب بحرفية ونستعمل ما تستعمله كل وسائل الإعلام المحترمة، نقدم الجميع ب"السيد" أو "السيدة" أحيانا، وأحيانا بأسمائهم وصفاتهم الرسمية المجردة، ولم نستعمل قطعا مصطلح "فخامة"، على الأقل أنا لا أتذكر ذلك قطعا ما لم يكن ذلك ترجمة حرفية لنص معين. ولكن أعتقد أن التهافت والتساقط في تتبع مثل هذه المواضيع بمثل هذه الطريقة دليل على الفشل الحقيقي من الذين يصرون على تضييع وقتهم ووقت القراء في الخزعبلات. وفي نفس الوقت، نحن كذلك لم نقدم ملك المغرب أو مسؤوليه بأي نعوت ساقطة لأننا نحترم عملنا ومصداقيتنا، ولأننا نحترم قراءنا الصحراويين، والمغاربة، والعرب، والأجانب.
في نفس المقال ورد أيضا، حتى صاحب اتحاد الصحفيين الصحراويين حين لم يجد ما يتصرف فيه اصبح يتصرف في الموقع كأنه ملكا له؟
- (ضاحكا) على الأقل هذا الإدعاء ينفي اتهامي بالحصول على سيارة فاخرة وآلاف الأورو لأنني حسبه "لم أجد ما أتصرف فيه". الموقع كما هو معروف موقع "اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين"، وليس موقع ماءالعينين أو السالك بوعلام. أنا مثل غيري حين أكتب مقالا ينشر، وحين أقوم بنشاط معين باسم الإتحاد ينشر باسم الإتحاد، فما الغرابة في ذلك. أم هل علينا أن نتجاهل أنشطة الإتحاد فقط لأن إسمي قد يذكر فيها؟؟ كما أن أكثر الأنشطة واللقاءات التي أقوم بها لا تنشر أصلا، لأنني أحيانا أغفل كتابتها.
وهل صحيح أن لإتحاد الصحفيين حظوة خاصة من قبل السلطة عكس الإتحادات الأخرى؟
- والله إن صح هذا فهذا من دواعي سرورنا، أن تكون لنا علاقة طيبة بالجبهة فهذا هو المفترض لأننا في النهاية مواطنون صحراويون ومناضلون مؤمنون بأن الجبهة الشعبية هي ممثلنا الشرعي والوحيد، فأين العجب في ذلك؟ أما إن كان المعنى أن الجبهة تعطينا امتيازات معينة أو أموالا فهذا غير صحيح. ونحن مقتنعون أنها غير ملزمة بشيء من هذا، لأننا لسنا نبحث عن مقابل لنخدم الجبهة وأهدافها التي هي أهدافنا: تحرير الوطن وتحقيق كرامة الصحراويين، كما أننا لن نمتنع عن خدمة هذه الأهداف كما قد يفعل البعض لممارسة الضغط أو لتحصيل فوائد أو لعدم اتفاقنا مع فلان أو علان، هذا أيضا ليس من ديدننا، لأننا كما قلنا سابقا أحرار، أبناء أحرار ومن يجهل ذلك أو يتجاهله فلن يفهم أبدا أننا هنا باقون في المعركة حتى الشهادة أو النصر من أي موقع نضالي متوفر، ولن تزيدنا التهجمات إلا إصرارا على النضال.
أسئلة شخصية :
لننتقل إلى الجوانب الشخصية، ربطتك صداقة أخوية بالأستاذ الخليل أحمد، ومنذ سنوات قمت بمجهود لمعرفة مصيره، إلى أين وصلت تلك الجهود؟ وأين هو الآن بنظرك؟
- هذا موضوع شخصي كما قلت وليس هذا مقام مناقشته، وقد قمت فيه بما أملاه ولا زال يمليه علي ضميري، ولن أبخل فيه مجهودا إن أمكنني ذلك. ولكن لا معلومات دقيقة لدي أستطيع تقديمها في هذا المقام. أما عن صداقتي بالخليل فهذا أمر يعرفه القاصي والداني ولست أخجل منها قطعا.
عملت لفترة معينة مراسل لجريدة القدس العربي، فهل يمكن أن تحدثنا عن هذه التجربة؟ ولماذا لم تدم إلا شهورا؟
- كانت تجربة جيدة ومفيدة، ودامت على عكس ما قلت لسنة كاملة، وقد كنت أنا من اختار إيقافها لأنني لمست بعض التدخل في كتاباتي في آخر التجربة لم أقبله، وقدمت احتجاجا للإخوة في الجريدة التي هي بالمناسبة جريدتي المفضلة منذ الثمانينات ولا زالت، وعند عدم تجاوبهم قررت التوقف عن التعاون معهم.
هل صحيح أن الصحفي الجزائري توفيق رباحي هو من إقترحك على عبد الباري عطوان؟
- نعم، لقد كان هذا الصديق هو من اقترحني وداومت الإتصال به، ولا زلت أبعث إليه بالأخبار والمعلومات عبر عنوانه الإليكتروني كلما توفرت كي يستغلها إن أراد. وبالمناسبة كان هذا العمل تطوعيا صرفا لم أتلق عليه أي مقابل ولم أطالب بذلك حتى.
بحثت في سجلك الشخصي ووجدت أنك تدربت فن الكاراتي على يد عبد المولى العياري الذي أسس أول نادي للكراطي والأيروبيك وكمال الأجسام تحت إسم جمعية الساقية الحمراء للكراطي، فهل هذا صحيح؟
- نعم هذا صحيح، وقد كان ذلك من سنة 1984 وحتى 1989
ـ مقاطعا ـ وهل صحيح أيضا أنك حائز على الحزام الأسود؟
- أجل، سنة 1988.
من هو قدوتك في الحياة؟
- رجال كثيرون صنعوا التاريخ، وتركوا لنا جلائل الأعمال وعلى رأسهم الرسول الكريم وصحابته، خصوصا علي بن أبي طالب، ومن المتأخرين صلاح الدين الأيوبي وابن خلدون وعمر الخيام الذي تسحرني شخصيته المتنوعة كعالم، وشاعر ومفكر وسياسي، ووطنيا الشيخ ماءالعينين، وقيادات الثورة الصحراوية الحديثة بصيري والشهيد الولي، والشهيد سيدي حيذوك وأمينتو حيدار وشباب الإنتفاضة..الخ وعربيا محمود درويش، وجمال عبد الناصر، ودوليا شي غيفارا، وفيديل كاسترو، ونيلسون
مانديلا وغيرهم كثير.
من يعجبك من الكتاب أو لمن يقرأ ماء العينين لكحل؟
- أقرأ لطيف كبير من الكتاب، بدأت بقراءة القرءان الكريم وحفظت منه الكثير لأنني درست في الكتاب صغيرا مثل أبناء جيلي، وأستمتع بقراءته كلما تسنى لي ذلك، وقرأت روائع التراث الشعبي من كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وقرأت لكتاب الرواية العربية: عبد الرحمن منيف، وحنا مينة، ونجيب محفوظ، وحيدر حيدر، وأمين معلوف، وابراهيم الكوني، وغيرهم كثيرون، وللمفكرين مهدي عامل، حسين مروة، برهان غليون، المهدي المنجرة، وطبعا قرأت لعدد من الكتاب باللغة الأنجليزية والفرنسية خصوصا شكسبير "رغما عني" بحكم دراستي الأدب الإنجليزي وعدد من كتاب الرواية الإنجليز والامريكان والفرنسيين، وترجمات عن الأدب العالمي الروسي دوستوفسكي، ماكسيم غوركي والأمريكي الجنوبي غابرييل غارسيا ماركيز...الخ.
ما آخر كتاب قرأته ومتى كان ذلك؟
- لدي مشكل كبير في انني أحيانا أقرأ أكثر من كتاب في تزامن، وهو ما يطيل زمن القراءة، ثم أن العمل اليومي والتعامل الإضطراري مع الإنترنت يقتل قدرتي على التركيز على الكتاب، ولكن لدي مجموعة من الكتب المهمة جدا الآن منها ما بدأته، ومنها ما أحاول أن ابدأه وأذكر مثلا: كتابين للمفكر الفرنسيى المعروف جاك أتالي "أخوية المتبصرين"، و"تاريخ مقتضب للمستقبل" وكتاب لأمين معلوف "تفكيك العالم"، والكتاب الأيقونة لحركات التحرر للكاتب التونسي المعروف ألبيرت ميمي "المستعمرون والمستعمرين"، ومجموعة من الاعمال الكاملة الجديدة لمحمود درويش الذي عشقت دائما شعره. ولدي كتب أخرى بالإنجليزية والفرنسية عجزت عن قراءتها حتى الآن وأرجو أن تتوفر لي فرصة القيام بذلك يوما ما.
إلى أي مدرسة فكرية وإيديولوجية تنتمي؟
- أعتقد أن الجيل الحالي لا يمكن أن يقول أنه ابن مدرسة فكرية واحدة بسبب تداعيات العولمة، ولكنني شخصيا يساري ومتمسك بثقافتي وهويتي العربية الإسلامية الصحراوية الإفريقية، وأعتقد أن البحث عن التخندق في مدرسة معينة دون الأخذ بعين الإعتبار بالخلفيات التاريخية والثقافية لكل إنسان خطأ ارتكبه العديد من المناضلين عبر العالم في القرن الماضي وأثبت التاريخ قصور مثل هذه الرؤية لأن الأصل أن يمثل المثقف محيطه الذي نبع منه ويبدع ما يصلح له من فكر ومبادرات لا أن يأتيه بكل غريب هجين محاولا فرضه عليه.
أسوء ذكرى؟
- وفاة والدتي بسبب خطأ طبي مغربي في مستشفى بالمهدي بالعيون المحتلة سنة 1987. لم أنس قط لقائي الأخير بها كانت صامتة بإباء، وحدثتني كثيرا بعينيها عن معنى الصمود مثلما فعلت دائما. لحظة لم أتمكن من نسيانها أبدا.
أجمل ذكرى؟
- لم تحل بعد لكنها آتية لا محالة، ومخطئ من يشك فيها للحظة.
سؤال توقعت طرحه ولم يطرح؟
- يضحك ثم يجيب توقعت أسئلة كثيرة تناولتها في عدد من مقالاتي، ولكن يبدو أن بحثك عن الإثارة، وعن نبش المشاكل أنساك الحديث عن صلب الموضوع، لم تسأل عن رأيي في الكفاح السلمي أو الحرب، لم تسأل عن أسباب تأخر استقلالنا وما أراه ضروريا للتقدم للأمام في تحصيل الإستقلال، لم تسأل عن سبب معارضتي أحيانا للحديث عن الحرب بالرغم من أنني أعترف أنها قد تكون وسيلة لتحريك الموضوع ولكنها ليست الوحيدة، ولدي الكثير من الأسئلة الأخرى التي توقعت طرحها حول عدد من القضايا المرتبطة بقضيتنا المركزية، لكنك كالعادة فضلت المشاغبة ولم تسأل عنها لهذا لن أجيب.
ـ بعد ضحك شديدـ طيب هل من كلمة تختم بها هذا الحوار؟
- أود أن اختم هذا الحوار بالقول أن حل قضية الصحراء الغربية بيدنا وحدنا، لا هو بيد فرنسا، ولا أمريكا ولا الأمم المتحدة، نحن من يصنع الحدث، ونحن من يجب أن يمارس الضغط، ونحن من يجب أن يوجه العالم نحو التسليم بحقنا في الإستقلال. لكل هذا أسبابه وأساليب تحقيقه لكنه يحتاج منا تركيزا أكثر وتحديدا أكبر للأولويات وتساميا عن صغائر الأمور، وتقديما للتضحيات وللمصلحة العامة على الخاصة، وتجنبا لسفاسف الأمور، ومشاركة أكبر للمثقفين الغائبين العاجزين المتخاذلين حسب اعتقادي. والأهم من كل ذلك، الحفاظ على الوحدة الوطنية التي تتعرض الآن لتكالب المغرب وحلفائه وأذنابه ونحن غافلون. أما من يعتقد أنه سيحقق شيئا مع تجنبه المشاركة في الفعل من داخل المجتمع، والإكتفاء بكتابة المقالات، وإطلاق العنان للنقد دون عمل ميداني بناء، فيستطيع الإنتظار ما شاء الله. نحن نحتاج أفعالا مسؤولة وواعية وهادفة، وليس "الهذر" والكلام الطنان। هذا ما لدي، وشكرا على الفرصة مرة ثانية.
.....................................................................................................
هذا هو المحتوى الكامل للمقال الذي حذف من موقع إتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين
طيور الظلام
ـ كيف ينشطون؟
ـ ماهي الأهداف المنشودة من أنشطتهم؟
ـ ماهي الأساليب الكفيلة بصدهم؟
لقد بدأت بعض أشباه الأقلام المأجورة منذ مدة بعملية واسعة عبر مواقع الكترونية معروفة بعمالتها للعدو في حملة شرسة تهدف إلى فتح ساحة وغى جديدة،ولكن هذه المرة ليست ضد الاحتلال المغربي،وإنما بين المثقفين الصحراويين عبر الشبكة العنكبوتية من خلال كتابات تحريضية مثيرة للقلاقل والفتن من اجل تشتيت الصف الصحراوي والعودة به إلى مراحل ما قبل الإعلان التاريخي للوحدة الوطنية، وبالتالي تحويل المعركة من معركة بيننا والعدو إلى معركة صحراوية صحراوية، وهذا ما تطمح إليه إدارة الاحتلال المغربي حتى يتسنى لها نسف المشروع الوطني المتمثل في التحرر والإنعتاق والعودة إلى الوطن وعلم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يرفرف خفاقا في أجوائه.
أنهم أشبه بطيور الظلام التي تهوى الصيد في الليالي الحالكة حين تخلد النسور والصقور للراحة، تجدهم يتربصون وينبشون في الذاكرة الجماعية للصحراويين عساهم يجدوا ما يكتبون عنه لإثارة النعرات وخلق الشقاقات،كما تفعل الخفافيش في بحثها عن فريسة في جنح الظلام مع اخذ الحيطة والحذر عل احد النسور أو الصقور في حالة ارق فيتحول الخفاش من صياد إلى فريسة بحد ذاته،ولنتأمل جيدا ماقاله الكاتب الجزائري انور مالك الي يملك خبرة كبيرة حول اساليب المخزن المغربي في مقاله المعنون ب(الجهاز المخزني يعمل لإشعال حرب اهلية بين الصحراويين بمخيمات تندوف) والمنشور عبر صفحات جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 06 اكتوبر 2010 إذ كتب بالحرف الواحد:
((أمر آخر أن المخابرات المغربية تعمل على إثارة فتن قبلية وأخرى سياسية في المخيمات والمناطق المحررة التي تخضع لسلطة البوليزاريو، وذلك بدس عملاء يقومون بأدوار استفزازية لأجل إشعال فتيل المواجهات الدموية، وكل ذلك من أجل تبرير الاختراق والتوجيه والانتقامات المضادة وحتى خلق شبكات للمعارضة تحت غطاء حرية التعبير والديمقراطية والتعددية السياسية، وهي بلا شك ستكون ذريعة واضحة لضرب الاستقرار ومصداقية قادة الجبهة محليا ودوليا..))
ويعتمد هؤلاء الكتاب الضالين المتمرسين في على السباحة في المياه العكرة في حملتهم على وصف بعض القادة وإطارات الدولة الصحراوية بالجلادين وناهبي المال العام والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية، ليس رغبة في تنوير الرأي العام كما يفعل الكتاب والمثقفون الوطنيون،وإنما من أجل خلق صراع فكري وثقافي ذو طابع عرقي تمهيدا لصراع مسلح بين الصحراويين يمكنهم من تحقيق أجندات معادية للشعب الصحراوي ووحدته الوطنية التي يزعجهم صمودها أكثر من 35 سنة قابلة للتمديد إلى مالا نهاية.
وقد آن الأوان لكل الصحراويين المخلصين وخاصة المثقفين منهم لكي يتصدوا لهذه الفئة الضالة التي لا تحمل لهذا الشعب وكفاحه البطولي إلا الحقد الدفين،لان هذه الفئة المنتشرة بين ظهراننا والتي تعمل تحت غطاء حرية التعبير التي أصبحنا نضاهي فيها دولا مستقلة منذ أمد بعيد أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الصحراويين وأهدافهم السامية من خلال نشاطها الدؤوب واللامتناهي عبر مواقع العار التي أقامتها لهذا الغرض،الشئ الذي يوحي وبما لا يدع مجالا للشك أنهم مجموعة عملاء للمغرب يعملون في سرية تامة، مستغلين مرونة النظام الشئ الذي أوحى لهم بشرعية إعمالهم الدنيئة التي عجزت حتى المواقع المغربية في حد ذاتها عن نسج هكذا مخططات تعمل على تكريس الأطروحة المغربية الرامية إلى ضمنا عنوة،الشئ الذي لن يتحقق مادام هناك صحراوي حر واحد على وجه البسيطة.
وعادة ما تتظاهر هذه الفيئة(دكاكين الفتنة ) بحب الوطن والدفاع عنه بالألفاظ فقط،ولكن إذا خلو إلى شياطينهم(مؤجريهم) قالوا إنا معكم، إنما نحن نخدع هذا الشعب المغلوب على أمره، المسالم الذي لا يؤذي أحدا،أبنائه نواياهم طيبة،يقيمون الشخص بمظهره، في حين أن الله يتولى السرائر،وبالتالي يمكننا أن نفعل ما نشاء،وما عليكم إلا خلق هالة إعلامية كبيرة وتجنيد المنظمات الحقوقية حالما يتحرش بنا الوطنيون منهم ولا تنسوا أن تدفعوا لها الأموال الكثيرة،فذلك هو سر فعاليتها و المعين الرئيس لها في تحقيق أهدافنا في البقاء كتدميريين لهذا الشعب وكيانه المتين كالبنيان المرصوص.
ولمواجهة هذه الشرذمة من العملاء،وجب على المثقفين والكتاب الصحراويون الشرفاء التجنيد الكامل للعمل على الوقوف في وجه هذا المخطط الجهنمي الذي يسعى إلى خلق معارك فكرية بين المثقفين الصحراويين عبر المواقع الالكترونية والمنتديات تمهيدا لحرب مسلحة الغرض منها نسف مشروع الوحدة الوطنية من جهة و تحقيق الحلم الاستعماري المغربي الذي يعمل بلا هوادة من اجل طمس هويتنا الوطنية وتذويبنا في إطار نظامه الذي أصبح يمثل جزءا مظلما من تارخ أنظمة الحكم في العالم.
إن المثقف الصحراوي الشريف أمام معركتان حقيقيتان ولا خيار أمامه سوى تسخير فكره وقلمه ليكون في مستوى حسن المقارعة والبلاء والمعركتان هما:
ـ معركة مع العدو المغربي :وذلك من خلال فضح ممارسات الاستعمار المغربي وكشف الواقع المأسوي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة والنبش في الذاكرة الجماعية عن مختلف الجرائم التي ارتكبت في حق الصحراويين وإعادة صياغتها عبر المواقع الالكترونية حتى يتسنى للعالم الإطلاع على جرائم قصف أم ادريك والكلتة وحوزة والمحبس، وكذا الحديث عن معاناة الصحراويين في تلك الحقبة من تشريد وتجويع وتجهيل ....الخ من جميع أصناف الترهيب والإبادة التي تعرض لها المواطنون الأبرياء أين لم تكن التي الشبكة العنكبوتية منتشرة بعد.
كما ينبغي على المثقفين الصحراويين المخلصين العمل على كسر حاجز التقوقع في المواقع الالكترونية الوطنية فقط من خلال التفاعل مع مختلف المواقع العربية والعالمية لفضح النظام المغربي وممارساته المنافية لجميع المواثيق والعهود الإنسانية ممثلة في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وكشف التاريخ الأسود للنظام المغربي في الصحراء الغربية،مع التركيز على العالم العربي الذي لازال يجهل تماما طبيعة صراعنا مع العدو المغربي بحكم التواجد الدائم والمستمر للأطروحة المغربية التي يطبل لها المثقفون المغاربة بمساعدة من كتاب الشقاق والنفاق لدينا الذين لاهم لهم سوى الغوص في أعماق التاريخ عساعم يجدون مايجنون من ورائه مكاسب مادية.....ولتذهب البوليساريو إلى الجحيم..
ـ معركة النقد البناء:وهي المعركة الكفيلة بالقضاء على جميع السلبيات والنقائص الموجودة في واقعنا المعاش، وفي جميع الميادين،سواء كانت سياسية أو ثقافية أو قضائية أو اجتماعية أو تربوية.....الخ، من خلال محاربتها والكشف عنها مع العمل على إيجاد البدائل والحلول السليمة لكل نقص حتى يتسنى لنا بناء دولة ذات مؤسسات حقيقية،مؤسسات كفيلة بصيانة حقوق المواطن وكرامته،وذات مصداقية وهيبة وقدرة على فرض الخيار الوحيد والأوحد للصحراويين والمتمثل في تحقيق الاستقلال التام.
ومما يلاحظ وبجلاء أن هناك نقص كبير في الحديث عن هكذا انشغالات تهم الصحراويين،وذلك راجع إلى تحفظ الكثير من المثقفين في الكتابة عن هذه المواضيع حتى لا يقعون في صدامات مع المسؤولين المعنية قطاعاتهم بالنقد،مما يطرح السؤال التالي:
ـ متى كان السكوت عن النقائص والسلبيات جرما؟
الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده،فأن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان).
إن المثقفين الصحراويين أمام تحديات كبيرة ،ولعل من أكبرها هو العمل على تطوير مؤسسات الدولة من خلال عملية النقد البناء لجميع المظاهر والنقائص الموجودة ،وضرورة التجرد من الروح الانهزامية المستسلمة لمروجي أفكار استحالة التغيير والسمو بمؤسسات الدولة وجعلها بمثابة الأدوات الكفيلة بتحقيق تصورات الصحراويين في رؤية دولة قوية متماسكة يعيش فيها الجميع في كنف المساواة والعدالة والإخاء.
إن الكتاب الصحراويين اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام معركة حقيقة لاهوادة فيها، معركة ضد الآلة الدعائية المغربية من جهة،وضد الشرذمة الضالة من أشباه الكتاب التي مرغت أنوف الصحراويين في الوحل بكتاباتها التي عادة مايوظفها عدونا لضربنا في الصميم تحت شعار حقوق الإنسان المنتهكة في مخيمات البوليساريو كما يحلو لهم ذكرنا من جهة أخرى.
إن الحديث عن جلادين ومجازر ونهب للمال العام هو حديث سابق لأوانه،فمقتضيات المعركة التي نخوضها تتطلب من المثقف المخلص التركيز على فضح سياسات العدو وليس العكس،وتحويل المنابر الإعلامية سواء كانت مكتوبة أو سمعية بصرية أو الكترونية إلى جبهة حرب حقيقية ضد جميع الظلاميين الذين لا يحزنهم إلا وجود شعب صحراوي موحد تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
ويحب على المؤسسة الإعلامية أن تلعب دورها الكامل في مثل هكذا محكات تتعرض لها قضيتنا الوطنية، من خلال تخصيص منابر إذاعية وتلفزيونية للحديث عن التحديات التي تواجه المثقف الصحراوي ولاسيما في الشق المتعلق بمواجهة السعاة لتفكيك وحدتنا الوطنية التي هي سر قوتنا وديمومتنا ،على أن يعمم هذا التوجه على بقية الوسائط الإعلامية،ومن ثمة تعمل القيادة السياسية على تعميم هذه النقاشات على الجماهير الشعبية حتى لا تنجر وراء مسوقي مشاريع الخز والعار.
فهذه هي معركتكم الحقيقية أيها المثقفون والكتاب الصحراويون.......فكونوا أو لاتكونوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق