لا يخلو شارعا من الشوارع من ذوق ما ، وكل احترام للذوق العام هو احترام لاهل الشارع وادابه العامة ، ولعل من بين اقبح المناظر وأزعجها ومخالفتها للذوق العام هو منظر أولئك الأشخاص في الشوارع العمومية وهي تنتهك حرمة رمضان دون مراعاة لخصوصية الشهر الكريم ولا لمشاعر الناس وأحاسيسهم .
من المعروف جدا ان الإفطار في رمضان له ضوابط شرعية اباحها الشارع ، لمن تتوفر فيه الشروط والأعذار التي تمنعه من الصوم ولكن للأسف الشديد ان من ينتهكون حرمة الشهر الفضيل هم أشخاص زادهم الله بسطة في الجسم ولكنهم لم يستغلوها في طاعة الله والامتثال لأوامره ، بل تشاهدهم يوميا كالخشب المسندة وهم يجهرون بالإفطار جاعلين من ذلك حرية شخصية يجب على الفرد ان يستغلها في أي مناسبة وشماعة يعلق عليها عصيانه وتماديه في مخالفته.
قد يستغل البعض وهو يجهر بالإفطار في رمضان حرية الشخص في فعل ما يريد ، وإدخاله مخالفته في خانة الأمور الشخصية التي لا تعني سوى صاحبها ، ولكن يجهل هؤلاء أن العبرة ليست فيمن يظهرون علينا في الشوارع وهم يدخنون السجائر او حتى يأكلون ويشربون بشكل علني فاضح ومقزز، ان هذا السلوك هو مجاهرة بالمعصية وهي من اخطر الذنوب والمعاصي التي يتطاول فيها العبد بإطلاق العنان لنفسه منتشيا بذنوبه ومستفزا لمشاعر الناس وغير مراع للذوق والآداب العامة للمجتمع .
ان غير المسلمين مثلا حين يزورون بلادا إسلامية في كثير من الأحيان يحجمون عن فعل اشياء تدخل في المباح عندهم احتراما لمشاعر الناس وتماشيا مع الذوق العام للشارع والذي ينفر من هذه السلوك حتى وان كانت أمورا اعتيادية في بلاد الغرب ، فما بال إذن من يعتبرون انفسهم مسلمين وهم يبالغون في وصف حريتهم حتى أوصلتهم الى ارتكاب معاصي من حيث لا يشعرون .
انا لا اتهم كل من يفطر في رمضان ان الذي افطره ” اللا اشحم ” ولكن التستر واجب في هذا الشهر حتى وان كان له عذرا واضحا وشرعيا في هذا المجال ، فاحترام الآداب في الشارع هي تأدب مع الخالق عز وجل اولا ثم احتراما لمشاعر الناس وإعطاء قيمة وهيبة لهذا الشهر الكريم .
فالمرء يشعر بالمرارة وهو يشاهد شبابا في قمة العطاء ، وهم يرتكبون المعاصي في شهر رمضان دون ان يدركوا ان الحرية الشخصية للانسان تنتهي عند بداية حرية الاخرين ، وان ” لخبار الى لحكت مولانا اتوكف ” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق