/ / السلام المرتقب

السلام المرتقب

ان يقول ملك المغرب أن المرحلة صعبة والجميع داخل المملكة يتحمل المسؤولية في 
قضية الصحراء الغربية أمر مفهوم , فتخلي المغرب عن أي متر من الاراضي الصحراوية المحتلة التي سيطر عليها عام 76 من القرن الماضي وبعد ذلك , هو تخلي فيزيائي عن جزء من خريطة مشروع الحلم الملكي في المنطقة حتى لو كان ذلك ضمن ترتيبات تلوح في الافق تضمن لدولة الاحتلال حفظ القليل من ماء الوجه مع جيرانها لتصبح جزء من المنطقة المحيطة بها حتى لو ظلت جسما غريبا ومعاديا في نظر نسبة ساحقة من الصحراويين .
ماهو غير مفهوم أن البوليساريو لم يقل حتى الان شكل السلام المزمع توقيعه اذا حصل والقول بذلك ليس من باب الاعتراض على تسوية تعيد للصحراويين أرضهم المحتلة، وليس من باب الاعتراض ايضا على الطريقة التي فاوضت بها البوليساريو حتى الان, فلا خلاف أن المنطق الوطني المسؤول يفرض اليوم التفاوض لاسترجاع الارض من دون انتقاص للسيادة الوطنية بشكل مباشر او غير مباشر مع العلم أن التفاصيل على دقتها وحساسيتها وتعقيداتها تبقى في الجوهر أقل وقعا من الدخول في المفاوضات المباشرة أصلا من موقع الضعف أو القوة أو الاضطرار مع العلم أن تلك التفاصيل هي التي تصنع التسوية لا الاتفاقيات الفوقية العمومية كما يتضح من أخرى عديدة جرت بيننا والمغرب لاتشكل في مجملها تسوية تستحق هذ الاسم مع العلم أن عديد النخب الوطنية تذهب في تحليلاتها الى أن هذه السنة وكثرة معطياتها ستكون مفصلية رغم أن منهم من يستبشر خيرا ومن يتطير تشاؤما والمتشجع المتحمس والناقد الذي لايلين، لكنهم جميعا مدركون أن التسوية اذا حصلت سوف تكون نقطة افتراق حاسمة في تاريخ الصراع ايا كانت نتائجها بالنظر الى الوضع الاقليمي الذي يظل مركبا ومعقدا والسلام فيه لايسلم أحيانا من تناقضاته العديدة .
والقبول بالمملكة المغربية كجارة تربطنا معها علاقة ندية لا يعني أن عدم استقبالها بالاورود وقبولها سنة 1976 كان خطأ تاريخيا كما تسوقه المملكة وبعض الانتهازين الذين يحومون في فلكها , ففكرة الكفاح المسلح لتحرير الارض كانت صحيحة لانها دفاع عن حق مشروع ولم يكن هذا الكفاح محكوما بالضرورة بالفشل نعم وقف اطلاق النار لم يكن قدرا بل كان نتاج عوامل موضوعية وذاتية نتاج سوء تقدير وترتيب أولويات واليوم اذ نقر بأن الكفاح المسلح توقف لايجب وبأي شكل من الاشكال أن يتحول الى اقرار بان القضية لم تكن عادلة وأن الحق لم يكن مشروعا ولا تستطيع أي جهة وتحت راية أي اتفاق أن تجبرنا على محو أو تشويه الذاكرة ولا اجبارنا على محبة دولة قبلنا السلام معا .
ان اتفاق السلام اذا تحقق بالطريقة التي تنتهجها البوليساريو حتى الان لن يكون اتفاقا معيبا فهو أفضل مايمكن في ظل ظروف صعبة تحكم المحيط بصفة عامة ولكنه لن يكون انتصارا ولن يكون حلو المذاق اذا منحنا لدولة الاحتلال المغربي أي شرعية مهما كانت، ففي ذلك اقرار بالتخلي نهائيا عن حق مشروع وقضية عادلة ملأت المشاعر والاحلام وباتت مجرد ذكرى منقوضة أنكرها أصحابها.
بقلم : الرقيبي عبد الله

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا