ان الديمقراطية هي فعل سياسي حضاري لايمكن ان تصبح
شعارا مرحليا يرفع وقتما نشاء او حسب اغراض معينة و ليس للترويح و لا للتنفيس كما
يحلو للبعض ان يعلق على كل استحقاق انتخابي، هي ثقافة متجذرة في التاريخ من
اليونانيين الى الديمقراطيات المعاصرة، و هي ليست كرنفالات احتفالية تبدأ لتنتهي
في ظرف محدد، و انما اسلوب و قناعات متجذرة تنتج و تجدد فيها الافكار لان البقاء
للفكر و ليس للشخص.
البرلماني في واقعنا يجب ان يعزز من فعل
الممارسة الديمقراطية و يؤسس لتجربة تزاوج بين البناء الديمقراطي لتقوية مؤسسات
الدولة الصحراوية، والنضال السياسي الثوري بعيدا عن المزايدات و المحاباة، وان
يقوم الاعوجاج نحو المصلحة العليا للشعب والوطن، و الا يكون كما يقول المثل "
جهد انبيح الكلب الا اعلى راسو".
نعم قد يكون ليس كبرلمانيي الدول الاخرى لا يتمتع بالامتيازات المالية
و لا الصلاحيات الدستورية التي تخوله ان يفرض ارادته و يمارس صلاحياته بعيدا عن
الضغوطات و الاغراءات التي قد يتعرض لها، ولكنه برلماني منتخب بطريقة ديمقراطية
يستمد قوته من القاعدة الشعبية التي انتخبته، فهو بذلك ضمير الشعب و رسوله المؤتمن.
فعلى البرلماني النخبة ان يكون واعي بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه و
يتمتع بالقناعات الراسخة فيما يعتقده و لا يداري احدا و لا يساوم على قناعاته، يدافع
بالحجة الدامغة و يرافع بالصراحة المطلقة، فولوج قبة البرلمان لا ينبغي ان يكون
غاية في حد ذاته و انما وسيلة لبناء الاطر و تعزيز الاساليب الديمقراطية بالمساءلة
و المحاسبة و التشريع، التي تشكل قاعدة البناء الديمقراطي السليم.و ان يلعب
البرلماني دوره السياسي كمسؤول عن مساءلة الحكومة عن القضايا المصيرية كعملية
التسوية و يقييمها على ضوء التطورات الدولية و الاقليمية و الداخلية و انعكاساتها على معنويات الشعب، و يعاقب من
تهاون أو استغل موقعه و منصبه لتحقيق مآرب شخصية ضيقة على حساب الشعب والوطن حسب
ما يمحنه الدستور من صلاحيات.
ان بناء و تعزيز تجربتنا الديمقراطية مرهون بقوة و دور البرلمان في الحياة السياسية عندنا،
و بما اننا في واقع استثنائي فقدرنا ان
نبقى نزاوج بين معركتي البناء و التحرير و الا نغيب احداهما عن الاخرى، و لكن في
اطار تعزيز تفعيل الفعل الديمقراطي و تكرسيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق