/ / البرلمان الصحراوي و رهان الديمقراطية

البرلمان الصحراوي و رهان الديمقراطية


ان الديمقراطية هي فعل سياسي حضاري لايمكن ان تصبح شعارا مرحليا يرفع وقتما نشاء او حسب اغراض معينة و ليس للترويح و لا للتنفيس كما يحلو للبعض ان يعلق على كل استحقاق انتخابي، هي ثقافة متجذرة في التاريخ من اليونانيين الى الديمقراطيات المعاصرة، و هي ليست كرنفالات احتفالية تبدأ لتنتهي في ظرف محدد، و انما اسلوب و قناعات متجذرة تنتج و تجدد فيها الافكار لان البقاء للفكر و ليس للشخص.

البرلماني في واقعنا يجب ان يعزز من فعل الممارسة الديمقراطية و يؤسس لتجربة تزاوج بين البناء الديمقراطي لتقوية مؤسسات الدولة الصحراوية، والنضال السياسي الثوري بعيدا عن المزايدات و المحاباة، وان يقوم الاعوجاج نحو المصلحة العليا للشعب والوطن، و الا يكون كما يقول المثل " جهد انبيح الكلب الا اعلى راسو".
نعم قد يكون ليس كبرلمانيي الدول الاخرى لا يتمتع بالامتيازات المالية و لا الصلاحيات الدستورية التي تخوله ان يفرض ارادته و يمارس صلاحياته بعيدا عن الضغوطات و الاغراءات التي قد يتعرض لها، ولكنه برلماني منتخب بطريقة ديمقراطية يستمد قوته من القاعدة الشعبية التي انتخبته، فهو بذلك ضمير الشعب و رسوله المؤتمن.
فعلى البرلماني النخبة ان يكون واعي بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه و يتمتع بالقناعات الراسخة فيما يعتقده و لا يداري احدا و لا يساوم على قناعاته، يدافع بالحجة الدامغة و يرافع بالصراحة المطلقة، فولوج قبة البرلمان لا ينبغي ان يكون غاية في حد ذاته و انما وسيلة لبناء الاطر و تعزيز الاساليب الديمقراطية بالمساءلة و المحاسبة و التشريع، التي تشكل قاعدة البناء الديمقراطي السليم.و ان يلعب البرلماني دوره السياسي كمسؤول عن مساءلة الحكومة عن القضايا المصيرية كعملية التسوية و يقييمها على ضوء التطورات الدولية و الاقليمية و الداخلية  و انعكاساتها على معنويات الشعب، و يعاقب من تهاون أو استغل موقعه و منصبه لتحقيق مآرب شخصية ضيقة على حساب الشعب والوطن حسب ما يمحنه الدستور من صلاحيات.

ان بناء و تعزيز تجربتنا الديمقراطية مرهون  بقوة و دور البرلمان في الحياة السياسية عندنا، و بما اننا في واقع استثنائي  فقدرنا ان نبقى نزاوج بين معركتي البناء و التحرير و الا نغيب احداهما عن الاخرى، و لكن في اطار تعزيز تفعيل الفعل الديمقراطي و تكرسيه.

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا