أفاد عمار بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن المغاربة ”يسعون سنويا إلى
حشد عشرات الملايين من الدولارات، في إطار نشاط اللوبيات بعضها يعمل لفائدة منظمات
تدعم التوجهات الصهيونية.
وأضاف بلاني بأن نشاط المغرب وتنسيقه مع جماعات الضغط التي تتبنى الأطروحات
الصهيونية يلاحظ بوضوح في الربيع الماضي، عندما حاول عضو دائم بمجلس الأمن الدولي توسيع
مهمة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة”. في إشارة
إلى رفض المغرب بقوة، أن يتم ربط مهمة المينورسو بما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان
في الصحراء الغربية.
وردّ بلاني على تصريحات صحفية لوزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، الخميس
الماضي، تحدث فيها عن ”تسخير خصوم وحدتنا الترابية أموالا ضخمة بغرض تركيعنا”، إذ ذكر
بأن المغرب ”هو من يحرص على تخصيص أموال طائلة كل سنة، لتكريس احتلاله الصحراء الغربية،
عن طريق توفير الدعم المالي لجماعات ضاغطة تعمل لفائدة أطروحة الاحتلال
وقال المتحدث باسم الخارجية بخصوص ما جاء على لسان مزوار بأن كريستوفر روس،
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ”أقرّ بأن للجزائر دورا في نزاع الصحراء”.. ”الجزائر
لم تكن أبدا طرفا في الخلاف بين المغرب والبوليزاريو، برغم التلاعب بالألفاظ من طرف
الوزير المغربي”. يقصد أن مزوار حرّف مواقف كريستوفر روس الذي زار المنطقة قبل أسبوعين.
وأوضح عمار بلاني بأن ”طرفي النزاع موضحان في كل لوائح مجلس الأمن والجمعية
العامة الأممية، فعلى الجيران (المغاربة) أن يقتنعوا نهائيا بأن للجزائر موقفا ثابتا
حول القضية، فهي تعتبرها تصفية استعمار وسوف تظل تعبّر عن هذا الموقف وبكل قوة كلما
رأت بأن ذلك ضروري.
وأضاف بلاني بشأن زيارة الملك محمد السادس إلى مالي مؤخرا، لحضور حفل تنصيب
الرئيس الجديد والتي اعتبرها مزوار ”ناجحة” و”مصدر إزعاج للجزائر”: ”إن الزيارات البروتوكولية
لا يمكن أن تفعل شيئا أمام واقع الجغرافيا، وقوة التمازج والروابط الإنسانية، ولا يمكن
أن تصمد أمام مرجعية التاريخ، فعلاقات الجزائر مع جيرانها في الجنوب مبنية على أسس
متينة لا يمكن أن تتزعزع.
وقد عقد مجلس النواب المغربي، أول أمس، جلسة لدراسة ميزانية وزارة الخارجية،
فتحول النقاش إلى منبر لتكرار المواقف المغربية ضد ما يسمى ”خصوم الوحدة الترابية”.
وتحدث مزوار في الجلسة عن ”خطط مدروسة ينفذها الخصوم للتأثير على مسار نزاع الصحراء
ويأتي رد فعل عمار بلاني في سياق ملاســـــــــنة حـــــــــــادة يتبادلها
المسؤولون في البـــــلدين منذ 10 أيام، نشبت بعد أن دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
إلى إنشاء آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وقد اعتبرت الرباط ذلك ”موقفا
عدائيا من جانب الجزائر”. ومن آخر فصول هذه الملاسنة ما ذكره الملك محمد السادس أول
أمس، بمناسبة احتفالات الذكرى الثامنة والثلاثين، لما يسمى بـ”المسيرة الخضـــــــــراء”،
إذ اتهم الجزائر بـ”الإشـــــــــراف على إعداد ملفات وتقارير” حول أوضاع حقوق الإنسان
في الصحراء. وقال إن بلدانا تتخذ مواقف ضد المغرب، بناء على هذه التقارير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق