ليس من
الحكمة السكوت عن الحق، فالساكت عنه كالناطق بالباطل الحق نقيض الباطل، الحق هو
الثابت والصحيح، والباطل زائل لا محالة.
كنا
نجهل تماما مصير ضحايا انتفاضة الاستقلال المباركة،لكن بعد اللقاءات المؤلمة التي أجرتها
مجلة المستقبل الصحراوي بالصوت والصورة مع
المناضلين السالك السعيدي والولي القادمي ،قطعنا الشك باليقين ان القائمين على هذا
الملف يقولون ما لا يفعلون يفسدون ولا يصلحون.
ما صرح بيه
الإخوة السالك السعيدي والولي القادمي ليس إلا جزء يسير من معانات أبطال الانتفاضة
البواسل، من تهميش و تمييز و و...و.
يتساءل
البعض هل الذي حصل مع هؤلاء المناضلين وغيرهم من أبناء الشعب الصحراوي كان ليحصل
لو كانوا من المقربين أو من أبناء القيادة، الذين بمجرد شعورهم بألم الرأس يذهبون
للفحص في اكبر المستشفيات الأوروبية، رحم الله الحجاج ما أعدله.
تمر
قيادتنا هذه الأيام بفترة نقاهة بعد ندوة ابوجا النيجيرية لاستثمار انتصارها،لا هم بالصالحين صلاحا يذكر و لا هم منحرفون انحرافا مشهودا، فيهم خير وفيهم شر،الخير
يرفع صاحبه والشر والبغي و العدوان مهما استعلى صاحبهما فانه في النهاية إلى
الهاوية،والمظلومون والمستضعفون في كل زمان هم الفائزون،'وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون'.
إصلاح
المجتمع في إصلاح أفراده، وكلمة الحق لابد
ان تقال في كل ميدان وبكل وسيلة حتى تفعل فعلتها.
لقد توسم البعض خيرا
لما رأى بعض قياداتنا قد التحى، فانتظرنا منهم قول الحق والعمل بيه، لكن
النفس لأمارة بالسوء،قد يخطئ المرء لكن لا يمكن ان يفرح بمعصيته.
قيادتنا الرشيدة أخطأت في مراحل عدة وتجاوز الشعب عن أخطائها
واعتبرها سحابة صيف،لكن لا أسوة في البشر،لقد أصيب للأسف زعمائنا بداء العظمة والسلطة،خالفوا القانون وعارضوه وحاربوه ولاسيما مع ظهور وجه
الصواب و استبانة الحق دون أدنى شك ولا ارتياب وهم حاملو قضية شعب عادلة.
نتساءل كيف يمكن
لقيادتنا ان تطالب بالحق و العدل وهي تحاربه، هذا
هو نسف مفهوم الدولة وتحويلها إلى ضيعة نفعية
و انتهاج سياسة الإقصاء والمحسوبية،ومعاداة المساواة والعدالة الاجتماعية.لقد أصبحت السلطة عندنا آلية للاستثمار السياسي ولتوزيع
دوائر النهب ومنح الأقارب فرص إضافية.
انقسم المجتمع
الصحراوي إلى ثلاثة أصناف في مواجهة الفساد والاستبداد والظلم، مما سهل على المتسلطين استقلال مواقعهم وسلطتهم من اجل
تمرير مفهوم القبلية و ترسيخها .
القسم الأول وهو الأقل عددا يعزف ويصفق ويفرش الورد لمن
لا يستحقه،و
كثيرا ما يروجون إشاعة(عدم وجود البديل) ومعظمهم من المستفيدين، ومن ما يسمى بالأعيان وعائلات القيادة.
القسم الثاني وهو الأكثر، أناس
بسطاء مغلوب على أمرهم رضوا بالقليل و لجأوا إلى الزهد هربا من مواجهة الظالمين ظنا
منهم ان الثورة تزول بزوال الأشخاص،واغلبهم من النساء والمسنين والغير المتعلمين.
القسم الثالث هم أولئك العازمون على التغيير والمصممون
على المواجهة ومحاربة الفاسدين،حاملين شعار الديمقراطية والمساواة واغلبهم من أشباه
المثقفين من الطبقة الشابة ومن المهاجرين والمناطق المحتلة،وهذا الفريق هو الموجود بكثرة قي الساحة السياسية من اجل
حياة كريمة يعيش فيها الإنسان مرفوع الرأس خاضعا للقانون دون سواه.
نرجو ان تستفد قيادتنا وتلتقط الإشارة قبل فوات الأوان،شهوة السلطة ليست على حساب جماجم الأطفال والنساء
والشيوخ , للتمسك بالكراسي الفارغة التي
باتت عندنا مصدرا للثروة والجاه تحت حجج واهية وشعارات براقة زاهية لا تخدع إلا من
يرضون بالفتات.
يوجد دائما طريق أفضل للقيام بعمل جيد،يجب ان نحاول إيجاده هناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة
وهناك أناس يضيعون وقتهم في انتظارها، إنها سفينة الوطن تعالوا نضع اليد في اليد ليصل من يسبح
وتصل من ينتظر فالوطن بحاجة لجهود جميع أبنائه، الابتسامة
لا تكلف شيء لكنها تعني الكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق