/ بدون تصنيف / كلمة الأمين العام لاتحاد الشبيبة الصحراوية في المؤتمر الشبابي العربي

كلمة الأمين العام لاتحاد الشبيبة الصحراوية في المؤتمر الشبابي العربي


 القى الامين العام لاتحاد شبيبة الساقية

الحمراء ووادي الذهب السيد موسى سلمى خطابا مكتوبا امام المشاريكين في المؤتمر الشبابي العربي المنعقد بالجزائر في الفترة ما بين 03 و 05 نوفمبر تناول الاوضاع التي تمر بها القضية الصحراوية كما نبه إلى واقع حقوق الانسان في المدن المحتلة من الصحراء الغربية ، والمشاهد المؤلمة بسبب الممارسات الهمجية الوحشية واللا إنسانية التي تسبب فيه النظام المغربي التوسعي منذ اجتياحه للصحراء الغربية، وفيما يلي نص الكلمة :
الأخوة في رئاسة المؤتمر ،الأخوات والإخوة المشاركين من مختلف البلدان العربية ، الحضور الكريم :
بداية ، شرف كبير لنا أن نتواجد اليوم معكم على هذه الأرض الطيبة ، أرض المليون ونصف المليون من الشهداء ، أرض الجزائر التي تحتضن اليوم مؤتمرنا هذا ، كما كانت ومازالت وستظل دائما وبحول الله تحتضن كل القضايا العادلة في العالم وتدافع عنها أيمانا من أبنائها ورجالها ونسائها ـ الذين أضاءوا دروباً عبر مسارات الدجى الحالك ، و ظلوا شموعاً لا تعرف ألماً للاحتراق ، تسمو قامتهم بسمو سيرهم عبر طريق تقرأ على مدخله درب الخيِّرين ـ بمثل وقيم ومبادئ وأهداف ثورة نوفمبر التاريخية ، تلك الثورة التي غيرت تاريخ الجزائر وإفريقيا وكل دول العالم الثالث التي كانت تعيش في ظلمات الجاهلية والعنصرية والاستبداد والقهر والظلم ، الثورة التي أصبحت عبرة ومثال ونموذج للساعين للحرية والإنعتاق ، وللباحثين عن الأمن والسلام والطمأنينة والازدهار .
الأخوات والإخوة الحضور الكريم :
إننا نقدر دعوتكم لنا للمشاركة في هذا المؤتمر الهام بالنسبة لنا ، والذي ينعقد في ظروف جد متميزة بسبب ما يحدث الان وبالخصوص في عالمنا العربي من تغيرات جيو سياسية ، وما يرافقها من مخاطر وتحديات أمنية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وما يترتب عن ذلك تبعات، كوننا نؤمن بان محطات كهذه ، يمكنها أن تشكل بالنسبة لنا كشباب فضاءا ووعاءا لصقل إبداعاتنا ووسيلة تمدنا بالأساليب والأفكار ، وحقل متميز ومجال خصب تنتعش فيه روح تحمل المسئولية لدينا ، ويتم فيه الدفع بنا نحو تحرير طاقاتنا وإمكانياتنا الإبداعية وأفكارنا وآراءنا خدمة لمجتمعاتنا ولقضايانا ، وبالتالي فهي فرصة حقيقية تتيح لنا ضمان مشاركة شبانية أوسع وأكبر في كل المجالات بما فيها المساهمة في إصلاح أوضاع الشباب العربي والخروج به من الحال التي قد يؤول إليها ، والأخذ بيده إلى جادة الرشد والصواب من خلال سد أبواب وطرائق الفساد وسبل الانحراف، وفتح أبواب الإبداع أمامهم ليستطيعوا خدمة أنفسهم وأممهم ، والعمل على غرس عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر في نفوسهم ، وتزويدهم بالقيم التي تحافظ على أصالة أمتهم العربية وتراثها الفكري والثقافي والحضاري ، مع الدعوة إلى الانفتاح على تجارب الآخرين والاستفادة من كل ما فيه الخير والصلاح لأمة تحمل هم إصلاح نفسها.
الحضور الكريم :
نشارك اليوم معكم بوفد من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ،باسم شباب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي تناضل وتكافح كحركة تحرير وطنية منذ حوالي اربعين سنة من أجل حق الشعب الصحراوي المشروع في الحرية والاستقلال .
الشعب الصحراوي الذي يعتز باصالته وبتاريخة وبجذوره العربية وانتمائه الإفريقي ، والذي قاوم الاستعمار الأجنبي بكل شجاعة ليتفاجأ وهو يتهيأ لحصد ثمار مقاومته الحافلة بالمآثر والأمجاد بغدر وخيانة وطمع وجشع النظام المغربي الجائر من خلال جيوش عرمرم مدعومة بحلفاء المغرب بما فيهم بعض الدول العربية ، اقتحمت الأراضي الصحراوية ، اتت على الأخضر واليابس ، واضعة ضمن اولوياتها إبادة الشعب العربي الصحراوي المسلم ومحوه من الوجود ، دون اعتبار لمبادئ الدين الاسلامي الحنيف ، ولا للتاريخ المشترك ، ولا لحق الجار ، ولا للقيم الانسانية ، ولا لمستقبل أو امن او رفاهية الشعوب العربية والمغاربية .
حدث ذلك أمام مرأى ومسمع الشعوب والحكومات والانظمة العربية ، وبتواطؤ من دول غربية تعتبر نفسها مصدرا للحرية والديمقراطية والقيم الانسانية ، ولو لا احتضان الجزائر والشعب الجزائري في تلك المرحلة السوداء للشعب الصحراوي الجريح من نساء وشيوخ واطفال لكان الشعب الصحراوي غاب قوسين أو أدنى ، وهو جميل سوف لن ننساه ما حيينا ، وموقف جعلنا وسيجعلنا دائما مستعدين للتضحية بدمائنا وارواحنا فداءا للجزائر ، ولشعب الجزائر الشقيق.
الاخوات والاخوة ،الحضور الكريم :
لقد قاومنا كصحراويين مؤمنين بحقنا المشروع في تقرير المصير والاستقلال والسيادة على كامل ترابنا الوطني بقناعة وعزيمة وشجاعة مختلف اشكال الاستعمار الاجنبي لترابنا الوطني بما في ذلك الاستعمار البرتغالي والفرنسي والاسباني ، والاحتلال المغربي والموريتاني المشترك، وقدمنا ومازلنا قوافل من الشهداء والأرامل والثكالي واليتامى والجرحى والمعطوبين عربونا لحرية مازلنا وسنظل نقاوم ونكافح من اجلها مهما سيكلفنا ذلك من تضحيات .
وفي هذا الإطار فإن الشعب الصحراوي اليوم يقاوم بشجاعة نادرة من اجل قضيته الوطنية ، ويبرهن يوم تلو الآخر على نبلها وعدالتها وشرعيتها من خلال صموده في مخيمات العزة والكرامة للاجئين الصحراويين بتندوف رغم صعوبة الظروف وشح الإمكانيات وطبيعة المناخ ، ومن خلال مقاومته السلمية الباسلة وتصديه بصدوره العارية لمختلف أجهزة القمع المغربية في المدن المحتلة من الصحراء الغربية وجنوب المغرب ، ومرافعته عن قضيته بكل جدارة أمام مختلف الهئيات والمنابر الدولية .
في الوقت نفسه الذي يعمل بكل جدية وحكمة يوم بيوم من اجل بناء مؤسسات الدولة الصحراوية بما يضمن للصحراويين امنهم وحقهم في التعليم والتكوين والصحة والعيش بكرامة في كنف دولة يشعر فيه المواطن بعمق انتمائه واخلاصه لوطنه ، تسودها العدالة والمساواة والديمقراطية ، تصان فيها الحريات ، لاوجود فيها للتمييز ، وتعيش فيها المرأة معززة مكرمة . 
الاخوات والاخوة ، الحضور الكريم :
لايمكن أن تمر علينا فرصة كهذه دون لفت الانتباه إلى واقع حقوق الانسان اليوم في المدن المحتلة من الصحراء الغربية ، والمشاهد المؤلمة التي يدمع القلب لها قبل أن تدمع العين بسبب الممارسات الهمجية الوحشية واللا إنسانية التي تسبب فيه النظام المغربي التوسعي منذ اجتياحه لاراضينا ، والتي مازلنا نشاهدها ونسمعها ونعايشها يوميا جراء ما يقوم به النظام المغربي من جرائم وحشية في حق الشعب الصحراوي الذي يقاوم سلميا في المدن المحتلة من ترابنا المحتل من اجل حقه في تقرير المصير والاستقلال من تقتيل وتشريد واغتصاب وهتك للحرمات والاعراض، وسجن واختطاف واعتقال وحرمان من ابسط الحقوق ، غير مدرك بان تلك الممارسات سوف لن تفض إلا إلى مزيد من تمسكنا بحقنا المشروع في الحرية والاستقلال ، ورفضنا المطلق للوجود المغربي في أرضنا الطاهرة ، وإصرارانا على السير على خطا الأجداد والآباء ، الأحياء منهم الذين ما يزالون يحملون مفاتيح بيوتهم في ترابنا المحتل ، ويحتفظون بذاكرتهم التي تؤرشف إلى جانب تاريخ الشعب الصحراوي الحافل بالبطولات والمآثر والأمجاد ، معاناة اللجوء والتشرد بالصوت والصورة ، والأموات الذين رحلوا إلى الدار الآخرة ولكن كل ما تركوه لنا من إرث و تراث يكفي لاستمرار جذوة الثورة، فذكرياتهم و أمالهم وأحلامهم سوف تبقى ما بقينا وسوف تحيا ماحيينا، مهما سيكلفنا ذلك من تضحيات .
الحضور الكريم :
ونحن ننظم مؤتمرنا هذا يعيش الشعب الصحراوي اليوم مقسما إلى شطرين بسب جدار العار المحصن بملايين الألغام والأسلاك الشائكة والآليات العسكري ومئات الآلاف من الجنود ، الذي بناه النظام المغربي على امتداد ترابنا الوطني ، مقسما بذلك أرضنا إلى نصفين ، مفرقا بين العائلات الصحراوية ، ومعرضا ألاف الأبرياء للخطر ، ناهيك عن تأثير ذلك على الأمن والبيئة والثروة الحيوانية ، في الوقت نفسه الذي يتواجد في هذه اللحظات عشرات الشبان الصحراويين القابعين خلف قضبان السجون المغربية لا لسبب إلا لأنهم طالبوا سلميا بحقوقهم التي تكفلها لهم كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية ، والتي أساسها الحق في تقرير المصير والحرية والكرامة ، هؤلاء الأبطال الذين تحولت آهاتهم وأنينهم وأصواتهم وآلامهم إلى هدير مدوي يملاْ السماء ،والى مزامير وأناشيد وتراتيل انسابت الى أعماق نفوسنا ومنحتنا القوة والأمل .
الأخوات والإخوة المشاركين في هذا المؤتمر:
إن ذلك يدعونا لان نتقدم إليكم كمشاركين في هذا المؤتمر ومن خلالكم إلى كل الشباب العربي لضم أصوتكم إلينا للمطالبة برفع الظلم عن الشعوب والفئات التي تتعرض للاضطهاد، والقضاء على أسباب التوتر وعدم الاستقرار في بلادنا العربية ، وفي أنحاء عديدة من العالم، في أفريقيا وآسيا وغيرها من مناطق المعمورة ، ونناديكم كشباب لان تساهموا في دعم جهود المجتمع الدولي من أجل السلام وإقامة العلاقات السليمة بين الشعوب والأمم في ظلّ سيادة القانون الدولي، واحترام حقوق الإنسان، وإقرار الحريات الأساسية المنصوص عليها في المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية.
ومطالبة النظام المغربي بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين ، والكف عن نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، والانصياع للشرعية الدولية من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير المصير ليختار بكل حرية وديمقراطية مستقبله السياسي الذي يريد ، ومطالبة المجتمع الدولي بإزالة جدار العار والتدخل العاجل من خلال إيجاد آلية أممية تعنى بمراقبة وحماية حقوق الإنسان في المدن المحتلة من الصحراء الغربية ، كونها منطقة متنازع عليها ، وتحت وصاية الأمم المتحدة في إنتظار تسوية تحترم حق الشعب الصحراوي الغير قابل للتصرف في تقرير المصير.
وفي الأخير أتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح ولشبابنا العربي الرقي والازدهار ولشعوبنا العربية الامن والاستقرار والسلام 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا