![]() |
جمال لعلا |
المغربي صاحب نظرية "الكيف مثل الكرموس"،
رقد رقدة الخايبين والمعتوهين ورأى في ما يراه النائم، أن تندوف والقنادسة وحسي بيضة،
"هي مدن مغربية ولا تربطها أيّ صلة بالجزائر"(..)، والحقيقة أن بعض الإخوان
المغاربة، عادوا إلى خطاب قديم أكل عليه الدهر وشرب، ودفنته اتفاقية وخرائط مسجلة لدى
الأمم المتحدة عام 1972، في منطقة تذكر الجيران بـ"حرب الرمال!"
وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي، في زيارته للرباط،
دعا بالشفاء والعافية للجماعة التي تطالب بـ"استرجاع" أراض جزائرية سيّدة،
في وقت تسكت فيه عن المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا،
"صديق" المغرب الشقيق، أو على الأقل صديق "أمير المؤمنين" الذي
غض البصر عن الشطحات البهلوانية للمدعو شباط!
على شباط أن يبحث عن "سبّاط" قبل أن يدعو
إلى "غزو" شبر من التراب الجزائري، الذي حرّره الجزائريون بالدمّ في وقت
كان فيه بعض الجيران - سامحهم الله - منشغلين بالرقص والغناء واللهو والزهو والاستماع
والاستمتاع بأغاني سيّدة الطرب العربي أمّ كلثوم!
نعم، الله يشافي ويعافي كلّ حالم بأحلام اليقظة،
لكن ليعلم هؤلاء وأولئك أن بعض الأحلام سرعان ما تنقلب إلى كوابيس تـُفزع صاحبها، في
حال نام على تخمة أو بطنة أفسدت عليه وعلى أهله رقدته وأيقظته مرعوبا من مشاهد لا يراها
إلاّ ظالم أو معتد على حقوق الآخرين!
المخزن يتوهـّم بأن الصحراء الغربية "أرضه"،
ويتخيّل بأن تندوف وبشار "أقاليمه"، ولكنه لا يتكلم عن أراضيه الفعلية في
سبتة ومليلية، وهو ما يُعطي الانطباع، بأن المخزن يُريد "تعويض" أراضيه الحقيقية
بأراض وهمية وافتراضية، ويُريد أيضا مواجهة "عدوّ افتراضي" بدل أن يُواجه
الاحتلال الإسباني الذي يتمتع بجنّاته!
فعلا، "الزطلة" أو الكيف مثل الكرموس،
على رأي هذا الشباط الذي يُعارض وقف زراعة الحشيش في المغرب، فقد "زطل" الرجل
وأصبح لا يعي ما يقول، ولا يفرّق بين تندوف وبشار، وبين سبتة ومليلية، ولذلك عوض أن
يطالب بتحرير المدينتين المغربيتين المحتلتين من طرف إسبانيا، طالب بلا حياء بـ"غزو"
مدينتين جزائريتين مستقلتين!
لا تستغربوا من هذه المقاربة المجنونة، فهذا نتاج
عدم التفريق بين الكيف والكرموس، وأمين عام حزب "الاستقلال" أتخم نفسه حتى
الثمالة بالكيف أو بالكرموس- فلا فرق بينهما برأيه - حتى أصبح يُدير عينيه نحو الجنوب
بدل الشمال، وباتجاه الصحراء عوض البحر، لكن هناك مثل يقول: "مهبول ويعرف باب
دارهم"، ومثل آخر يقول: "مهبول وزاد خبطها!"
وحين يتم الحكم على الطفل الجزائري "إسلام"
المسجون في المغرب، بسنة حبسا نافذا إلى جانب 400 ألف درهم، بما يُعادل 40 ألف دولار
أي 400 مليون سنتيم، بما يؤكد أن الحكم هو حكم سياسي وانتقامي، يخفي استغلاله من طرف
المغرب لتصفية حساباته مع كلّ ما هو جزائري، فأليس من حقّ أيّ جزائري متوجه الآن نحو
جارتنا المملكة أن يخاف من فبركة التهم التي تنتهي بالسجن وغرامات لا يدفعها إلاّ المماليك!
بهذه المعطيات والمؤشرات والتصريحات الاستفزازية
والأحكام الحاقدة والمسبقة والحملات العدائية والدعائية والتكالب الاستعراضي، هل يجوز
أخلاقيا وسياسيا ودبلوماسيا وأخويا، للمسؤولين المغاربة - وليس الشعب المغربي الشقيق
طبعا - أن يتوسلوا ويتسوّلوا فتح الحدود.. فعلا الله يعافيهم ويشافيهم.
المصدر : الشروق الجزائرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق