لعنة بومدين تلاحق الملك
![]() |
الرئيس الراحل هواري بومدين...أسد الشمال الإفريقي |
قبل سنوات طويلة قال الرئيس الراحل هواري بومدين بالفم المليان: المغرب يُريد الصحراء الغربية، موريتانيا تريد الصحراء الغربية، لكن الجزائر لا تريد الصحراء الغربية.
تذكرت هذا التصريح الخالد، عندما تذكرت أيضا عبد القادر حجار وهو يقول: الجزائر غيّرت عدّة رؤساء للدولة وعدّة رؤساء حكومات وعدّة وزراء وعدّة حكومات وبرلمانات، لكنها لم تغيّر ولن تغيّر أمرين اثنين: مساندة القضية الفلسطينية ظالمة أو مظلومة، ومؤازرة الصحراء الغربية إلى غاية تصفية الاستعمار.
في هذا الوقت، وقبل ساعات من "تحويسة" فرانسوا هولاند إلى المغرب، وكالة الأنباء الفرنسية، تنشر برقية تزعم فيها بأن الجزائر والمغرب "يتنازعان على الصحراء الغربية"، وهي العبارة التي استهجنتها الجزائر واعتبرتها "تضليلا عجيبا"، وأكدت أنه ليس للجزائر أيّ مطلب بشأن قضية الصحراء الغربية، لكنها تتمسك بتصفية الاستعمار المغربي
الرحلة التي يريدها "جارنا الملك" سياحية واستجمامية للرئيس الفرنسي إلى المغرب، سبقتها حملة دعائية وعدائية من طرف المخزن في حق الجزائر، بتحريك وكالة الأنباء المغربية والإيعاز لها بنشر برقيات مسمومة ومحشوة بالأكاذيب والتحامل!
الجزائر أكدت على لسان وزارة خارجيتها أن حملة الكراهية التي يشنها المغرب، تتناقض وتتعارض مع التزامات المملكة المغربية، بما يؤكد أن المسؤولين المغاربة يعتمدون على الازدواجية والنفاق السياسي في التفاوض مع الجزائر بشأن الملفات الثنائية!
بطبيعة الحال، لا مكان للصدفة في العلاقات الدبلوماسية، فـ "أمير المؤمنين" يفرش البساط الأحمر لـ "صديقه" هولاند الذي خلف صديقه السابق نيكولا ساركوزي، ويستقبله في المغرب بالورود وبالتحريض أيضا!
المخزن يُريد أن "يردم" الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر وفرنسا، على هامش زيارة هولاند خلال ديسمبر الماضي، وهي الزيارة التي أثارت ثائرة الرباط آنذاك، من باب "الاحتجاج" على اختيار هولاند للجزائر قبل المغرب!
ليس من الصدفة أن تنشر وكالة "فرانس براس" الفرنسية برقية مضللة، وليس من الصدفة أن تتحرّك وكالة "الماب" المغربية ببرقيات تطاول وافتراء، وليس من الصدفة أن يُبرم المغاربة والفرنسيون "حلف الشيطان" في محاولة يائسة لليّ ذراع الجزائر وابتزازها في مواقفها بخصوص قضايا لا تقبل التنازل أو التفاوض!
المغرب لا يُريد أن يتشجع ويعترف بأن قضية القضايا، هي الحدود البرية المغلقة، التي ترفض الجزائر فتحها بما يسمّن المخزن، الذي لم يجد من جانبه حلولا للقناطير من المخدرات المهرّبة والمسرّبة باتجاه التراب الجزائري، في مخطط مفضوح لاستهداف الشباب الجزائري!
المخزن المغربي يختزل كل القضايا في قضية الصحراء الغربية، التي تبقى حسب الموقف الجزائري من مهام وصلاحيات هيئة الأمم المتحدة، وحدها ودون سواها، لكن المغرب، يسعى للضغط على الهيئة الأممية، بفرنسا، وهما كمن يذبح الشاة قبل الاتفاق على من يأكل اللحم ومن يستفيد من العظم والشحم!
مصيبة المسؤولين المغاربة أنهم قدّموا سبتة ومليلية هدية للاحتلال الإسباني ولا يُطلقون ولا رصاصة لتحريرهما، لكنهم بالمقابل، يستعمرون الصحراء الغربية ويحشدون البلاط والجيش لإبادة شعبها، ودائما يستقوون بالفرنسيين لتخويف الجزائر التي "ضرب عليها البارود بكري"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق