/ بدون تصنيف / الانتيليجنسيا الوطنية بين وحل العزلة ورهان التغيير

الانتيليجنسيا الوطنية بين وحل العزلة ورهان التغيير

الانتيليجنسيا الوطنية بين وحل العزلة ورهان التغيير

بقلم: حمدي الحافظ

يحاول هذا المقال أن يسلط الضوء على بعض الأفكار المتعلقة بمحاولة فهم عنصرين أساسيين في عملية التحري والبناء الوطني: عنصر يتعلق بالنخبة المثقفة الصحراوية، وما هي الأدوار المنوطة بها وسبل مشاركتها الجماهير في الفعل الوطني، وعنصر آخر يتعلق بعملية التغيير في أساليب ووسائل تنظيمنا الوطني بما يتماشى والضرورات التاريخية لضمان تجديد وتنشيط ميكانيزمات كفاحنا التحريري.

1- في وحل العزلة:

يدخل نطاق الثقافة بشكل عام ضمن مجموعة الجهود التي تبذلها الشعوب على أصعدة الفكر من أجل إبراز تكونها وتميزها، وبالتالي فهي فعل فكر اجتماعي محكوم بالصيرورة التاريخية؛ ذات الروابط المتجذرة بالماضي، المندفعة نحو آفاق مستقبل انساني أفضل. وعلى هذا الأساس لا يمكن تشكيل مجتمع مدني خارج الوعي التاريخي للأحوال العامة، ومعرفة معمقة للذات الخاصة.

وإذا كانت الثقافة هي التعبير الحاد عن زخم فعل الوعي الوطني، فإن الوعي الوطني نفسه هو أنضج شكل من أشكال الثقافة في حد ذاتها. من هنا يدخل دور المثقف في السبق بالظفر بزمام المبادرة الواعية كونه الشخص المساهم بشكل رفيع في الثقافة كمبدع وفاعل ومتفاعل وشارح.. ومعيدًا لإنتاجها البسيط والواسع، الأمر الذي جعله يسمو فوق كل الاعتبارات الأخرى.. وهو لا ينتج المعرفة حسب الطلب، وليس وكيلا عن ذلك، وربما تلك ميزته الخاصة.. لا يحمل وكالة من أحد، ولا يكتسب موقعه من أي سلطة، وهو ليس نتاجا لقرار ما، بل هو نتاج لتراكمات شديدة وحادة في المجتمع استطاع ـ عن وعي ـ وبشكل إيجابي أن يتفاعل معها. على هذا الأساس؛ هل يمكن أن نعتبر نخبنا المتعلمة في ظل الثورة الوطنية الصحراوية شكلا من المثقفين؟ بمعنى آخر هل يمكن أن نراهن على وجود مثقفين بما يعنيه ذلك من انتاج الافكار والأفعال الواعية والانصهار داخل الجماهير؟

نقف اليوم على عتبة أربعة عقود من كفاحنا الوطني في سبيل الحرية والاستقلال، نتجت خلالها مجموعات كبيرة من النخب المتعلمة من مربين وأطباء ومهندسين وخبراء عسكريين.. وغير ذلك من الجوانب العلمية، وهو انتاج انجاز سريع وغزير إذا ما وُضع على محك المقارنة بعاملين مهمين:
• مقدار ذلك الانتاج خلال مائة سنة من الحكم الاستعماري.
• وضع الدولة الصحراوية المنوط بالحرب واللجوء وانعدام الموارد الاقتصادية.
فما الذي فعلته تلك النخب على مستوى فعلنا الوطني، وكفاحنا التحريري؟

لا خلاف أن جيل الوطنيين الذي أعلن الثورة وخاضها كان انتشل المبادرة، وأثر بشكل كبير في قيم المجتمع، وزعزع تراتبية بعض المفاهيم المتجذرة أصلا في أشكال التميز والممارسة التقليدية وفي الحراك الاجتماعي الصحراوي وبالتالي انتاج وادخال مفاهيم جديدة، هذا عِوَضا عن كونه ألْهَمَ الجماهير ـ نحو الكفاح والتحرير ـ بالمشاعر والأحاسيس الجياشة والنبيلة إلى درجة الانبهار، والتي لا تخرج اجمالا عن البعد الواحد والمحدد في الثورة، الحرية والوطن.. كما أسس لمثل ومؤسسات لم يكن يعتقد أنه سيتم التوصل إليها حتى على مستوى الأخيلة. وكان من نتاج ذلك الجيل أن أنتج جيلا آخر متعلما ويأمل في كل الأحوال ألا يُسَفِّه فعلَه التاريخي. فما حال هذا الجيل؟

في الغالب هو جيل مُدلَّل ـ دون تعميم ـ فقد كانت هناك ظروف استعمارية قاسية ومؤلمة ـ وهي لا تزال كذلك ـ أثرت في تفكير الجيل الأول، الذي كان يتطلع في ظروف الحماس الوطني المتأجج إلى تمكين الجيلِ اللاحق/الْخَلَف في ظروف أفضل من تلك التي مَرّ بها. إن ملمح ذلك التدلل تكمن في الازدواجية حيال المواقف الوطنية والتي ظلت موجودة، ذلك أن مسبباتها المتمثلة في الاحتلال وتداعياته بوجه خاص لا تزال باقية. "ازدواجية" تعيشها نخبة "الانتيليجنسيا الجدية" لا تخرج عن نطاق التشبث بالأموات/الماضي أو الانبهار بالآخر/غير الصحراوي. فالمتشبثون بالأموات يرفضون "الاجتهاد" لأنه ـ في اعتقادهم ـ "بدعة"، أما المنبهرون بالآخر، فيطمحون إلى التماثل مع الآخر لأنه ـ في رأيهم ـ "الأمثل". والواقع أن الأمر في الحالتين ما هو إلا امتثال لهيمنة قيم أخرى لم تجد الأطر لا التاريخية ولا الاجتماعية المسببة لقبولها. فالجماهير في كل الحالات، باعتبارها مستهلكة الدلالات والمعاني التي تنتجها "الانتيليجنسيا" باتت ترفض تلك القيم. إن هذا الوضع المحرِج لا يمكن أن نعزيه إلا إلى عدم التجانس المنطقي في عدم تقبلهم كمبدعين، بل أنه حوَّل إلى حد كبير فعل الذات إلى سجال تنفلت منه سمة العقل. فالجماهير في كل الأحوال يهمها ألا يكون نشاط مثقفيها منافيا لأهدافها الأساسية والوطنية.

فالجيل الأول/السلف؛ شق طريقه مباشرة بعد مرحلة طفولة قصيرة للغاية إلى مرحلة متقدمة من مستوى الرجال والنساء المجبَرين اجتماعيا وثقافيا على ذلك. فليست هناك طريق تؤدي إلى "مرحلة الشباب" بالمفهوم الحالي، المتميز بانشغالاته وطموحاته الخاصة والطبيعية. وفي مقابل ذلك؛ خسر المعرفة العلمية، وأرهقه النكد والجري وراء المراعي والبحث عن مواطن الماء، وأخيرا عاش ويلات الحرب.

أما الجيل الثاني/الخلف: فكان أوفر حظا؛ فقد تمكن من فرصة كسب المعرفة، والتمتع بعمر الشباب، والاستقرار ومظاهر المدنية، وقلة الشقاء، وربما أن أقلهم حظا وجد "خبزته" تحت ابطه على حد تعبير المثل الاسباني، وفي مقابل ذلك؛ خسر المعرفة الاجتماعية/الثقافية، وأرهقه الجري وراء المنافع المادية والطموحات السياسية، وأخيرا عاش تبعات الحرب.

إن إدراك أبعاد الفوارق بين الحالتين يمكن أن يفسر ما يحصل حاليا من قلة التجانس بينهما. فكيف يمكن لأحدهما أن يفهم الآخر، وهو لم وسوف لن يعش مطلقا مرحلة الآخر؟

إن طموحات الجماهير الصحراوية الواعية؛ والتي لا تخرج عن: إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وصيرورة الثقافة أوصل "نخبة الانتيليجنسيا" إلى وضع غير مقبول، ذلك أنهم فقدوا المبادرة الاجتماعية، ولم يستوعبوا روح الثقافة الوطنية التي هي في البداية وفي النهاية الجذر والأساس لفعل أي انجاز تاريخي. إنهم في ظل تلك الأوضاع يحرمون أنفسهم من الرموز الأساسية للانتماء الوطني والسيادة، وتلك هي أعتى مظاهر العزلة والانكسار. إنهم الآن يبحثون عن الاستقرار الاجتماعي في وقت يُفترض فيه أن يبادروا إلى فعل التغيير الاجتماعي. فالبحث الدؤوب عن كسب العيش بدل نقل المعرفة، والتطلع الانتهازي إلى اعادة انتاج الزعامة القبلية من أجل الضغط الاجتماعي والسياسي ولنيل مراكز متقدمة في سلم السلطة هي في الواقع نتاجات تلك العزلة وشكل من أشكالها. هذا التآكل "التَّحتي" الذي تتعرض له "هذه النخبة" يقابله في الجهة الأخرى تآكل "فوقي" لا يقل خطورة عن سابقه ويتمثل في انتقال مفاجئ وسريع أحيانا لمجموعات منها؛ أي من "نخبة الانتيليجنسيا" إلى صفوف النخبة الوطنية في السلطة. ومع ذلك؛ ظلت علاقاتها بالأطر الوطنية الحاكمة هزيلة ومتقوقعة وتابعة، ولم تتجاوز حدود التوفيقة أو الانتهازية النفعية. فاستشراء الأمزجة، واللامبالاة، والشك ـ الذي لا يحتكم إلى العقل ـ في كل شيء بما في ذلك "مصير الشعب"، والانصراف إلى المصالح الضيقة الخاصة، والطموح إلى النفوذ السياسي السريع هي أمثلة واقعية على ذلك.

وعلى كل حال؛ لا يمكننا تجاهل محدودية الأدوار الاجتماعية المتوفرة ، في ظل ظروف الشعب الصعبة، والتي أوجدها احتلال مغربي غاز همه في نهاية المطاف نسف مكتسباتنا الثقافية والسياسية والمستقبلية. إن تفاعلات تلك الظروف والظواهر والمسببات، أوجدت تلك "النخبة" أشخاصا جددا يكتنفهم الشعور بعدم تحمل وضعيتهم غير المرتبطة اجتماعيا، وبعدم جدوائية الأدوار التي كانوا يحلمون بها. إنهم أشخاص "مهمشين" يعيشون بين تخوم ثقافات متعددة، ينتمون إلى عوالمها بالمرة، ولكن دون الذوبان في أي منها، وهذا هو عمق المغزى والأساس الذي حرك فيهم عدم الاستقرار والعزلة وحتى العدمية الأخلاقية أحيان.

تلك كانت محاولة مقاربة من "نخبة الانتيليجنسيا الوطنية". وعلى ما يبدو هي مشكلة عميقة، لا يمكن تجاوزها بإغماض العين أو التجاهل. إنها تحتاج إلى نقاش موضوعي وواعي للضمير الجماعي تبادر هذه النخبة نفسها إلى ترسيم معالمه. وعليها البحث عن تجاوز اغترابها الخاص وعزلتها، والدعوة إلى التطهير الذاتي للوعي والمشاركة الشاملة في الكفاح الوطني، الذي ـ وحده ـ يشحذ مفهوم المصير المشترك، والمثل الثقافية والاجتماعية والسياسية العليا للجماهير الصحراوية. وفي المقابل؛ على النخبة الوطنية الحاكمة أن تدرك أن الاستعداد المرجو من الخلَف لتبني شعارات الثورة وممارسة قيمها لا يعني حتمية التهيئة إلى خوض الفعل الواعي الفاعل والمباشر لتحريك الجماهير صوب الأهداف التي رسمتها، وهذا بالضرورة لا يجب ـ والحال هذه ـ أن يؤدي إلى خلود كاريزمائيين أو تكنوقراطيين ممن وُصفوا ذات غفلة بأنهم من النخبة. إن مصاهرة الفعل الوطني قبل كل شيء بالحوار الواعي، واكتشاف الذات، وصدق النوايا سوف يهدي حتما إلى سبل التأطير لتحقيق الالتزام وتماثل "نخبة الانتيليجنسيا" بثقافة وأهداف الشعب.


1. رهان التغيير:
الثبات نسبي والبقاء للأصلح والتغيير حتمية تاريخية، تلك سمة لا محيد عنها. التغيير كونه وضعية حيوية مستمرة، هو في نهاية المطاف شكل من أشكال البقاء، ومظهر من مظاهر الاتزان الكينوني، تتطلب الاحاطة به وعيا موضوعيا وتأطيرا معنويا وميكانيكيا لفهم الأحداث التاريخية وإدراكها والتفاعل الإيجابي معها، ذلك أنه لا شيء يبقى لذاته ولكنه حتميا يتحول.
إن تحويل الحاضر الذي لا يعني إلغاء الماضي بل البناء عليه، واختيار المستقبل الذي لا يعني تجاوز الحاضر بل فهمه، يعني بالضرورة تجاوز أطر صيرورات التطور الاجتماعي العفوية والتلقائية. وأمام ردات الفعل القاسية والطبيعية التي سيحدثها ذلك، فإن استحضار فكر راقٍ ومكثف، وفعل اجتماعي وطني واعٍ وهادف، أصبح أمرا حتميا وضروريا. ومن الصعب هنا بالذات المبالغة في نخبة الانتيليخينثيا الوطنية حيال هذا الاشكال، ذلك أن طموحها إلى انتاج أفكار جديدة تعمل على "تغيير ادراك الأغلبية للواقع، ومن ثم الواقع نفسه، الذي يستحيل تصوره بدون هذه الأغلبية" على حد تعبير "غرامشي"، هو محور فعل المغايرة والتغيير ضمن مجال المشروع الوطني الكبير: التحرير وبناء الدولة الوطنية الصحراوية الحديثة. مشروع لن يتسنى إلا في فض مسار صراع سياسي وبراغماتي غاية في التفاقم والتعقيد.
التغيير إذن؛ هو إعادة تشكيلية وبنائية للمعايير، والتي سيقع ضمنها الحذف والاضافة والاحتفاظ والممازجة والتراتب. وقد ظلت التساؤلات الحائمة حول كيفية تغيير المعايير وكيفية نشوئها مثيرة فعلا لقضايا التغيير والتجديد. فكل فرد في الجماعة هو في واقع الأمر في موقع يمكنه من التغيير والتجديد. فالذي يشغل مرتبة اجتماعية دنيا قد يكون أقل التزاما بمعايير الذات الجماعية كونه أقل منفعة، خاصة إذا كانت هناك جماعات بديلة تستهويه وتمكنه من تقمصها والانتماء إليها، وعلى هذا الأساس فهو في كل مرة يساهم في تحلله الذاتي من المعايير القائمة. وبالمثل؛ فإن الفرد الذي يشغل مرتبة مرموقة يسعى إلى توطيد إشباعه الذاتي بطرق مختلفة لأنه يشعر أنه أكثر منفعة، وعلى هذا الأساس فهو في كل مرة يبدو أكثر التزاما وتماثلا لمعايير الجماعة.
وعلى الرغم من أن البحث عن الوحدة بين التركة التاريخية والقطيعة التاريخية (تركيب التقاليد والحداثة) ظل ماثلا كلما رغبنا أو أرغمنا على التعبير عن رغبتنا في التغيير والتجديد في فضاء المشروع الوطني الذي أساسه الأول ومحركه الطبيعي هو التحرير. فإن الماضي المدفون (التقاليد) بات دوما اختيارا ممارسا في الحاضر (القبَلية على سبيل المثال)، لا يقبل المجازفة ويتم استظهاره في كل مرة ـ بطرق تعبيرية مختلفة ـ وفق مصالح وحاجات هذا الفرد أو تلك الجماعة، وربما كان محركها الفاعل في تطلعاتها الذاتية نحو المستقبل. وعلى كل حال فإن مرجعية تقمص تلك المعايير تبدو مرهونة بقيمة ما قد توفره من نتائج. "فكلما انطوت نتيجة فعل أو نشاط على قيمة، زاد احتمال تكرار هذا الفعل". على هذا البناء، يفسر مدى تأثير وسيطرة الحياة المادية ـ بوجه عام ـ على الحياة الاجتماعية والسياسية والروحية للجماعة وعلى أطر تفاعلها التاريخي.
أمام هذا الوضع؛ بات لزاما علينا فهم تفاعل الأحداث على مستوى بنية تنظيمنا الوطني لتحدي رهانات المستقبل، وكسب معركتنا التحريرية، علينا الانكباب على إيجاد الصيغ الموضوعية المساهمة في نقل التجربة الوطنية باعتبارها قيمة تاريخية، والتهيئة والرضى الذاتي والجماعي لفعل التغيير الطبيعي السلس، وهذا يتطلب منا المشاركة الواعية في كافة الأدوار الاجتماعية والسياسية والعسكرية الوطنية المتاحة والمحدودة بطبيعة الحال، والاعتماد المتجذر عليها من خلال:
أولا: تحليل منطقي وموضوعي للحوادث التي تؤثر على وفي مشروعنا\حقنا الوطني. تحليل يمكننا من استدعاء الطرائق والوسائل التي يمكن تسخيرها من أجل تحقيق الهدف الوطني الشمولي: الحرية والاستقلال التام وبناء الدولة الوطنية الصحراوية، ومن جهة أخرى يمكننا من ضمان تحول واع وبَنَّاء، ويساهم في تواصلنا المتجذر مع ذاتنا الوطنية واستمرارا لتميزها، وخلق انسان: صحراوي، وطني، متكرر على الدوام، فاعل في عملية التحرير الوطنية، وعنصر مساهم في التنمية الانسانية.
ثانيا: الارتقاء بمستوى الفكر الوطني الصحراوي إلى مصاف انضج، يرتكز على المحاججة وتقبل النقد وطرح البدائل وتحديث الممارسات، وتجنب السجالات المستهترة أو المسفهة التي يغيب فيها العقل والأخلاق، أو المتهكمة على كل شيء ومن كل شيء باعتبارها تعبير عن مدى الضعف الفكري الذي هو "أقوى العوامل تأييدا ومساعدة لمساعي الاستعمار" كما قال المفكر مالك بن نبي.
ثالثا: استرجاع الثقة في النخبة الوطنية القيادية، عن طريق تحديث جوانب الخطاب الوطني في شكله النظري والممارس وسط كفاح الجماهير ومشاركتها معاناتها، وتجنب التميز عنها إلا لحظة التقدم لخدمتها. في هذه الحالة؛ تبقى مراجعة المنهج التربوي الوطنية أمرا ملحا، باعتباره ممثلا لنظم الفلسفة التربوية الوطنية جهويا، اقليما وعالميا، وهو أساس الخطاب الوطني من المنظور الاستراتيجي في عملية التحرير والتغيير والتنمية الشاملة.
إن عملية التغيير والأطر المتجددة هي تعبير راق عن مستوى الوعي الذي وصله التفكير الوطني الصحراوي، وسيمهد ـ لا محالة ـ للمساهمة في استمرار الجماهير الصحراوية في الدفاع عن حقوقها المشروعة في الحرية والاستقلال، فضلا عن كونه وسيلة محورية تمكن المجتمع من إعادة حلقته الحياتية المتميزة ذاتيا. وعليه؛ يجب علينا جميعا أن ننظر بشكل كلي إلى أوضاعنا ونحكم عقولنا وأن نسلم أننا نحن أيضا جزء من هذا التغيير المحتوم، وأن ندرك صرخة الامتثال للواجب الوطني، في لعب دور العنصر المساهم في تهيئته وفعله، حتى لا يبقى "نظرنا وسلوكنا خاضعين للغريزة وحدها، ومن ثم يبقى المستقبل باعثا على الخوف من كل تصرف نأتي به".

ــــــــــــــــــ

ملاحظة: للمقال مراجع مختلفة.

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا