/ بدون تصنيف / طريق الإصلاح

طريق الإصلاح

إن ماتمر به بعض الدول اليوم من حراك سياسي واجتماعي هو نتاج التفاقم الكبير في سياسات التهميش واللامبالات وهضم الحقوق والدوس على الكرامة التي تنهجها الأنظمة والحكومات في حق شعوبها،ناهيك عن الفساد المالي والإداري،فبعض هذه الدول تحكمها أطقم تحتكر وتتحكم في جميع المجالات خاصة الحيوية منها والتي تدر عليهم أرباحا خيالية دون أن يجد المواطن منها نفعا،وبعضها ملكا لعائلات يورثها الأب لإبنه وهكذا دواليك...
كل هذه العوامل ولدت عند الشعوب حقدا تزايد وتفاقم عبر السنين،إلى أن جاءت هذه الصحوة الشعبية التي يشهدها عالمنا العربي اليوم،والتي أصبح بفضلها المواطن يعبر عن ما يختلج صدره من استياء من هذا الوضع الذي ظل يعيشه عنوة طيلة عقود من حكم الأنظمة المستبدة.
إن التغيير والإصلاح حقان طبيعيان لمن يريد الانتقال من وضع إلى أخر،من سيئ إلى أحسن يحس فيه المواطن بوجوده وينعم فيه بجميع حقوقه الطبيعية،فما تشهده الدول العربية الآن من تغيير وإصلاحات في مؤسساتها الوطنية ليجسد روح التلاحم وتوحيد الرؤيا والصف بين جميع أطياف الشعب،حيث تلاشت جميع الفروقات من أجل هدف واحد أسمى هو إسقاط وإبعاد كل ما من شأنه أن يقف حجر عثرة أمام طموح الشعب في بناء نظام سليم خال من الأنقاص.
والشعب الصحراوي هو الأخر ليس بمنأى عن مايدور في الساحة العربية،فجميل أن تقوم مجموعة من أبنائه بوقفات للمطالبة بحقوق مشروعة أساسها الإصلاح،لكن الأجمل أن تتحلى بحكة العقل، وان تندمج وتنخرط في جميع مؤسسات الدولة موظفة كل طاقاتها وقدراتها للرقي بها وجعلها نموذجا يحتذي بها وأن لا تستغل هذه الوقفات لصالح أجندات معادية.
بكل هذا وبتكاثف كل الجهود الوطنية الصادقة والخالصة سيكون الإصلاح المنشود وبالتالي يحصل التغيير أليا دون أن نسلك طريقا قد يأخذ منا الكثير وربما يكلفنا أكثر...
نحن لسنا ضد الإصلاح ،بالعكس نحن من دعاته ومن المطالبين بالوقوف بكل حزم وقوة في وجه هذا المرض الذي ينخر الجسم الصحراوي وبالتصدي للفساد الإداري والمالي ،واللذين يبيحونه ويتسترون على أصحابه بذريعة الخوف من إثارة النعرات القبلية التي قد تفسد ماتم بناؤه طيلة ثورة التحرير.
ونقول للذين يتبنون هذه الأفكار أن هذا هراء،فالمواطن أصبح اليوم أكثر وعيا وحرصا على مكتسباته الوطنية وماعادت تنطلي عليه هذه الأكاذيب،فالتجارب أكدت أنه لا مجال للقبلية ولا للمحسوبية في البناء الوطني.
مرة أخرى نحن متأكدون من وطنية وغيرة الشباب الصحراوي على وطنه وقوة صموده ورغبته الصادقة في إنهاء مأساة شعبه المسالم،هذا الشباب الذي أخذ على عاتقه وأقسم أن يضحي بنفسه وبكل مايملك فداءا لهذا الوطن الجريح وأكد في أكثر من مناسبة شعار كل الوطن أو الشهادة وأن حرب التحرير تضمنها الجماهير.
بقلم:الأستاذ:عامر سلامة بلا

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا