/ بدون تصنيف / تجربتنا الشعرية.. بين حقيقة الإبداع و غائيته

تجربتنا الشعرية.. بين حقيقة الإبداع و غائيته



إن أي حديث عن التجربة الشعرية الصحراوية منذ إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لابد أن يلاحظ ذلك الارتباط الوثيق بين القصيدة الشعرية والقضية الأساس المتمثلة في معركة تحرير الوطن من الغزو المغربي من جهة وبناء دولة المؤسسات القادرة على تحقيق طموحات الصحراويين على جميع الأصعدة من جهة أخرى।
وسأتطرق في تحليلي هذا إلى فعاليات الأمسية الشعرية التي أقيمت يوم 28 يوليوز 2010 بقاعة المحاضرات بوزارة الثقافة،باعتبارها تمثل توجها محمودا من قبل وزارة الثقافة وأكبر دليل على أننا على أبواب ثورة حقيقية ضد المفهوم النمطي للثقافة السائد لدينا، نمط يكاد يحصر الثقافة في الأنغام والإيقاعات ويكاد يقصي بقية المكونات الأساسية للثقافة على غرار المسرح والشعر بالفصحى والقصة بجميع ألوانها....الخ.
لقد تميزت هذه الأمسية بتقديم جملة من القصائد لمجموعة من الشعراء الذين أقنعونا أن الشعر بالفصحى بشقيه العمودي والحر له من يجيده وله من يحميه،وقد تجسد ذلك من خلال طبيعة القصائد التي تليت على الحضور، والتي تميزت كلها بصدق العاطفة من خلال القدرات الخارقة للمبدعين في الإلقاء والإقناع وكذا درايتهم بأصول الشعر وقواعده وربط كل ذلك صوب هدف واحد هو الوطن السليب ،من خلال الدعوة إلى المقاومة وعدم الاستسلام كما ورد في قصائد الشاعر الواعد محمود خطري حمدي أو البكاء على الأطلال في قصائد الشاعر الذي أبدع أيما إبداع في الشعر الحر إبراهيم عبد الوهاب أو فضح الممارسات الإنسانية للعدو المغربي والمحاكمات الجائرة ضد سكان المناطق المحتلة كما ورد في قصائد الشاعرة التي لا تدري أنها شاعرة الإعلامية القديرة أمباركة المهدي والتي إن تخلصت من هاجس عدم الثقة بالنفس أتوقع لها مكانة مرموقة في عالم القصيدة الحرة.
أما الشاعر الكبير أبيه والذي اعتبره وبحق الأب الروحي للقصيدة العمودية الصحراوية والذي أتأسف لكون بعض المثقفين الذين لهم باع طويل في الثقافة يجهلون هذا المعلم الشعري الذي لا يحتاج إلى بطاقة تعريف ،فقد جاءت قصائده مزيجا بين البكاء على الأطلال والدعوة إلى المقاومة والثبات والصبر،بيد أن مرثيته لفقيد الشعب الصحراوي السيد المحفوظ أعلى بيبا أثبتت و بما لا يدع مجالا للشك أنه شاعر من طينة الكبار.
ومما يلاحظ في جميع القصائد المقدمة أنها تنم عن وعي حقيقي بالشعر وارتقت جميع الأعمال إلى درجة الإبداع المتميز الذي يأسر سمع المتلقي عند سماعه ،سواء من حيث الإيقاع أو الأوزان أو البحور الشعرية،مما يجعل منها امتدادا إيجابيا للتجربة الشعرية الصحراوية بالفصحى،تجربة وإن تميزت بقلة تعدادها بشريا،إلا أن مادتها شكلت على الدوام سلسلة من الرصاصات القاتلة في وجه الدعاية المغربية و أداة فعالة لشحذ الهمم والدعوة إلى الإصرار على التمسك بالوطن الأم من خلال الجهاد والتضحية في سبيله.
إن هذه الأمسية الشعرية والتي تعتبر في حد ذاتها (تجربة ) أظهرت لنا أن المبدعين الصحراويين متى تتوافر لهم المناخات الملائمة للإبداع ،فإنهم لن يتوانون عن تعزيز رصيد التجربة الشعرية الصحراوية وإثرائها بمكاسب جديدة لا تقل شأنا عن بقية التجارب الشعرية المعروفة .
أن ما يقدمه الشعراء الصحراويين من أعمال شعرية في الوقت الراهن ليستدعي إشادة عظيمة بمجهوداتهم الجبارة،وان كان هناك شعراء بالفعل،فإن هناك صنف أخر ممن يوصفون أنهم شعراء يحاولون أن يجعلوا من الشعر مطية لتحقيق مآرب ذاتية حتى ولو تطلب ذلك التوجه الإخلال بقواعد الشعر وثوابته تحت ستار الشعر الحر مما يحق لهم نوع من البروز في المشهد الثقافي الصحراوي حتى ولو تطلب ذلك الإجهار بان الشعر لا يعتمد على أية قواعد ولا مبادئ وليس له بحور ولا أوزان و لا قوافي،فالشعر في نظرهم قد تجاوز هذه المفاهيم التي اعتبرها شخصيا هي سر ديمومته ومصداقيته وقدرته على التواصل والتأثر والتأثير،ولحد الآن لم نسمع أن الشعر قد ثار على قواعده ومبادئه وإن حدث ذلك فعلا فإنها إحدى علامات الساعة الغير معلومة.
وأن حدث وثار الشعر فعلا على مبادئه وقواعده،ولم يعد للبحور الشعرية والأوزان والقوافي أية معاني، فإني أعتبر نفسي من الآن شاعرا وهذه أولى قصائدي:
آه...يا صديقي
دع عنك نظم الشعر والقوافي
ودع عنك بحورها العجاف
ودع أوزانا ليست ذهبا صافي
تكلم ...فأنت شاعر
ثرثر... فأنت هو الشاعر
قهقه ...أيها الماهر
ستجد نفسك بارع
لك صورة في كل شارع
والطبل لك قارع
أنت بالأمس أسير
واليوم أصبحت أمير
والليلة انت الكبير
وغدأ.......
إذا خلوت إلى نفسك
قل إرحمني من كفرك
إني ظلمت نفسي ما أرحمك.
الأستاذ:التاقي مولاي ابراهيم

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
هذا أول موضوع لا يوجد مواضيع سابقة
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا