
نفعي أحمد محمد
هذا الذي يسقط العلم الجزائري من القنصلية العامة بالدرا البيضاء وأيا
كان من يقف ورائه في مشهد يكرس عقودا من الغل المغربي الدفين وحملات
التشنيع والتشويه والتشهير ضد الجار الغربي و يؤكد وبالملموس أن المملكة
لا زالت تتخبط في حقدها على الجزائر التي يشكل علمها رمزا لكل احرار
الدنيا الا في المغرب الذي يبدو أنه لا مكان فيه للحرية ولا لثقافة اسمها
الكرامة و دعاة التحرر من الحيف والحقرة والملكية والاضطهاد لا زالوا قلة
وأبعد ما يكونون من تشكيل قوة ضاغطة تفصح عن نفسها في الواقع السياسي
والاجتماعي للرباط المعتاد على مواربة القصر ومداراته حتى في كبريات
الازمات والمخاطر خشية الغضب الملكي المقدس بين قوسين وليعش السواد
الاعظم من المغاربة المساكين في الصفيح وتحت خط الفقر تنهشهم المخدرات
وتتلهفهم أمواج المتوسط والأطلسي ولتتلقف الجريمة المنظمة طموح الاخرين
والكل يجد نظامه يسابق الزمن لاقحامه الجزائر وتحميلها فشل تغطية جرائمه
الاستعمارية في الصحراء الغربية والصدمات الاعلامية والسياسية
والدبلوماسية المتكررة للمخزن .
المغاربة لم يقدروا نبل الدبلوماسية الجزائرية وتقاليدها على مر العصور
وإلا لكانوا اول المحتفين بعلم ثورة جعلت الاحتلال الفرنسي يخرج من
المغرب ليتفرغ للجزائريين ونضالهم الخالد , مثلما لم يقدر المغاربة عمق
العلاقات الاستراتيجة بين البلدين والا وهو يخسر ملايير الدولارات من
غلقه لحدوده من دولة نفطية تفوقه في الامكانات والمقدرات والثروات أضعاف
المرات بل وسعى لفرض التأشيرة على الجزائريين فكان من جلب لنفسه متاعبا
فوق متاعب شعبه المغلوب على أمره أصلا , وصارت الجزائر من وقتها وحتى قبل
ذلك مادته الاعلامية الدسمة التي يعلق عليها ارتباكه وانزلاقاته متناسيا
أن بلدا بحجم الجزائر أعظم من ان تكون شماعة لتبرير فشله أو مطية لبيع
الاوهام وهو الذي يرهن بقائه على المغالطات والتزييف والكذب , لتكتوي
الأصابع المغربية بنيران الجار الشرقي كلما راوده غبائه اللعب في مناطق
الجد , لتأتي حادثة العلم على بعد أيام فقط من استدعاء السفير المغربي في
وقت كان يفترض أن تسحب الجزائر بعثاتها وعلاقاتها في مرات كثيرة وليس
اخرها طبعا تصريحات شباط المحسوب على حزب القصر قبل أشهر بشأن الأطماع
التوسعية الجشعة الشهيرة , ولن يكون أخرها طبعا اتهام الجزائر زورا
بتشيجيع هجرة الافارقة والتهريب والله وحده يعلم كم تكبد الاقتصاد
الجزائري من خسائر جراء عمليات التهريب والنهب المغربيين رغم غلق الحدود
فضلا عن محاولة اغراق فضاءات الشباب الجزائري بالكيف المعالج واخواته من
مدمرات العقول والمجتمعات والتي تعتمدها المملكة السلعة الأولى داخليا
وخارجيا , وتقابل كل ذلك موجة اعلامية موجهة لشغل الرأي العام المغربي
بحرب خفية ضد الجزائر والجزائرويون صامتون لأنهم ببساطة يحترمون أنفسهم
ويملكون ثقافة رسمية ودبلوماسية جعلتهم على قدر كبير من الادراك والدراية
ما يمكنهم من التفريق بين غوغائية نظام كالمخزن وخطورة استدعاء السفير
تحت ذريعة التشاور ونزع علم جزائري صحيح في أرض مغربية خطأ ومتى ؟ في
ذكرى أول نوفمبر , في خطوة ارادها مهندسو ساسة القصر احتجاجا على
المساندة الجزائرية لحق الصحراويين في تقرير المصير كباب أول لاحترام
حقوق الانسان في الصحراء الغربية وإذا بمختلف التشكيلات الحزبية وهيئات
المجتمع المدني والشعب كله في الجزائر أكثر دعما لحق الصحراويين في
الحرية والاستقلال فلم تجن الرباط من شطحاتها الجديدة سوى انها فتحت على
نفسها من حيث لا تحتسب فوهة بركان قد تهدأ كلما وجدت ذلك مناسبا وستشعل
بحممها كل من خولت له نفسه استغفال التاريخ أو مداراة ملك جائر على حساب
الجغرافيا أو القفز على أمجاد ثورة عظيمة أو تجاهل حق شعب جلب تعاطف
وانصاف كل أحرار العالم ولو وسع المغرب استدعاء سفرائه بكل تلك البلدان
التي تتحدث عن القضية الصحراوية لعرف حجمه الحقيقي ولقدر بحق قيمة العلم
الجزائري واستفاد من الدروس العديدة واقربها الى الاذهان تلك التي قادها
أبناء مبارك إبان تصفيات كأس العالم بجنوب أفريقيا التي بدأت باهانة علم
جزائري وانتهت بتسابق المسؤولين المصريين انذاك للاعتذار وذرف الدموع
فربما يصبح في مشهد مشابه الاعتذار المغربي متأخرا يقبله الساسة
برتوكوليا ويرفضه الشعب الجزائري جملة وتفصيلا .








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق