/ / المحرومون من النضال بأفكارهم..هم ايضا اضحية للعيد

المحرومون من النضال بأفكارهم..هم ايضا اضحية للعيد



ابراهيم محمد امبارك 

الحق في الكلام قد لايكون هو ذاته الحق في فعل الكلام، ولأن الكلام فيه نافع وضار فكذلك الأفكار، ففي مسار الثورة الصحراوية سقطت أجيال ببسب أفكارها وفي اخر سنوات الكفاح المسلح أسقطت أعمار بسبب كلمات وحركات افكارها، وقتها لم اكن افهم معنى الافكار والاعمار والكلمات، و اليوم سيىء بعقول وصرف التظر عن افكار وتصورات وههم بسبب ماأظهرته من حسن نية أو رغبة في تحرير العامة من ترسبات الماضي، والأن صرت أحمد الله مائة مرة لأنني اصبحت بت أعرف معنى الثورة والنضال والتهميش والاقصاء والاضحية والعيد والوطن واشياء اخرى سأكتب عنها يوما لأن لها علاقة مؤكدة بالافكار والكلمات، فلابد أن نضحي من اجل الوطن ومن اجل الحرية والاستقلال، تلك معاني لم اكن اعرف لماذا كانت معلمتي ترددها في سنوات التثقيف الثوري ومحو الامية، ولم اكن افهم أيضا لماذا جيئء بدفعات من الطلبة والتلاميذ من مقاعد الدارسة، وذهبوا مباشرة الى مدراس التكوين العسكري في وقت كانت الجبهة تفكر في خيار وقف اطلاق النار، وبعد مرور حوالي سنة من وقف اطلاق النار بدأت أفكر فيما أنا فيه بداية من وجودي في هذا العالم وصولا الى سبب وجودي خارج وطني وغيري ممن عاش بنفس سنوات عمري يفكر بتفكيري ويوجد وقتها في وطنه ويعيش معي لذات السبب في هذا العالم، ولكن الذي وقف في وجهي في بداية الأمر هو ان أطبق ما لا أعرفه في عالم بدأت للتو أعرفه وفي ذات اللحظه التي اكتب فيها هذه الافكار اشك في انني بت اعرفه تماما...
الى الان مازلت اصف جزاءا ضئيلا مما عاشه الجيل الثاني والثالث من اجيال الثورة والذين كانوا ضحية بمعني "الاضحية" لما بذلوه في سبيل تلك المعاني والاهداف، وانا اصيغ فكرة كهذه ارجوا ان تبقى للتاريخ اولا لأن المناسبة الدينية هي عيد الاضحى فكان لزاما على كل من يعيش بفكر غائب أوعقل مغيب ان يتذكر سبب قدوم هذا العيد ونحن خارج الوطن، ثم لأشفي غليل من منهم مازال يفكر مثلي ويبحث عن سبب لوجوده المفترض على هامش التاريخ بعدما أسقط منه لا لشئء سوى لانه "حاول ان يفكر بمنطق مختلف" وفقط، فكان ضحية من بين أعمار وأفكار قدمت عربونا لاسبوع الملك الحسن الثاني الذي طال امده، مثلما طال انتظارنا في اللجوء وحيثما وجدنا لاخراجه وجنوده من وطننا الذي مازلنا نستنزف من ابنائنا واحفادنا في سبيله الغالي والنفيس ونحن عاجزون ـ في ذات الوقت ـ عن تحقيق ذلك، فالجرح اتسع والقلب مازال يتألم اكثر مما يوفر للوطن ليشمل فئات كبيرة من المثقفين والشباب والنساء والاطفال بتضليلهم عن حقيقة الواقع مثلما ضحى أو أضحي في سبيله بمئات المقاتلين من ابائنا واخواننا ومن ابنائنا الذين دفعناهم بأفكارنا الميتة قربانا للدفاع عن الوطن وبحثا عن الحرية والاستقلال، ومنهم من جئنا به من مقاعد الدراسة بريئا وكان يحلم بان يصبح استاذا او طبيبا او مهندسا أو..الخ، وكان ماكان(..)، وقتها كنت العب "اراح" و"قميضة" و"خيزون" و"كرة القدم" ولم اكن اعرف معنى "اباساجا" او"تجارة المبادئ" او "عدوى لحزارة والطمع " او معنى" تعدال لخلاك" او اين يقع "الهلال" او"الوزارة الاولى" أو "الخارجية والسفارة" ولا حتى طريق "التجارة والتبتيب" او "كوبات المحروقات"..وأشياء كثيرة طرأت بعدها في انتظار ان يحقق احدهم (؟؟..) لنا الاستقلال والحرية..، مثل هذا الكلام عندما يقرأه اولئك الذين سقطوا من التاريخ الصحراوي سيدركون بأنهم كانوا ضحية من اجل الوطن ومن اجل الحرية والاستقلال حتى لا أزيد ومن اجل ارواح الشهداء ومن سبقهم في خدمة القضية والوطن، سيقولون ذلك لابنائهم ولابناء ابنائهم الذين مازالوا الى اليوم يعيشون في سنواتي التي كنت ابحث فيها عن سبب وجودي في هذا الواقع وغيري يدرك سبب وجوده في وطنه وعلى ارضه..
في تلك السنوات كان البرد القارس في الشتاء موجود والصيف كالعادة حار جاف أيضا موجود ولم اكن افهم لماذا سقط اولئك من التاريخ ومن صنع الفعل النضالي على الاقل بأفكارهم وابداعاتهم، وبالمقابل ظلت نفس الأجساد موجودة ونفس الاخوة مازالوا يعيشون بنا مثلما عرفناهم عندما بدأت افكر..، حتى تكاد ترى في وجوه من بقي منهم صدفة حقيقة الواقع المرير وتقرأ في وجوههم فشل ذريع لادراة وتحقيق تلك الاهداف ومايرتبط بها من امور شتى، ما يعطي الحق لاي مواطن بان يحملهم مسؤوليتهم عن الواقع بكل تجلياته وهمومه، وهو في قلبه رغبة قديمة توحي بانه لايعترف بوجودهم الدائم في مكانه الذي يفترض به ان يناضل بافكاره منه، فحينما ترى احد المحرومين من النضال بافكارهم يتحدث بكلام جميل يريح الخاطر تسارع اليه لتطمئنه بالقول:" لو قلت هذا الكلام في تلك السنوات التي أسقطت فيها من تاريخ النضال الفكري الصحراوي لما كنت تقف معي هنا على الطريق المعبد تنتظر ركوب سيارة مجانا، أو لأصبحت وزيرا أوسفيرا أو قائدا سامي في الجيش"، ولكنك تتأسف في نفسك على حاله وتقول : "مسكين هذا واحد من المحرومين من النضال بافكارهم يحلم بانه موجود في زمنه.."، لذلك ظل يتحدث هكذا عن جيله وعن سنواتهم التي ضاعت كسنوات قضيتها افكر وابحث عن سبب لوجودي في هذا الواقع الذي ادرك انه يحمل من بين مايحمل أجيالا سقطت من تاريخ النضال الفكري في الصحراء الغربية، قبل أن أعود لنفسي لأذكرها بأنه قدر لهم ان يعيشوا مثلي يفكرون بسؤال مازال يحيرني الى الأن: لماذا كلما مرت عشر سنوات من عمر الثورة نقدم مئات من ابناءنا فداء لسنوات عجزنا فيها عن تحقيق جواب لسؤالي القديم المتمثل في سبب مجيئنا الى هنا(..)؟، ونسينا باننا نعيش (كشعب) أيام العيد هذه، بلا فكر اي (بلا عقول تفكر) او بفكر متجدد (كأجيال) تحلم به ابناءنا وقد أردت أن اذكر كل أولئك بأنهم دفعوا (أضحية) لسنوات مضت وأخرى قادمة كقربان لبقائنا أحياءا بأجساد معدومة الافكار، وتجاهلنا بأن الدهر أبى إلا أن يفني من تسبب لهم في مالحقهم من حرمان؟؟.تماما مثلما فعلناه بأضاحي العيد القريب قبل أيام، فألف تحية لشهداء نسيناهم وقالت الايام بأنهم موجودن معنا كمحرومين من النضال بافكارهم...
والدنيا لاتزال بالف خير

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

your widget

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

انضم إلينا