هاجر تهجر
تتفاقم معاناة المهاجرين بصفة عامة في اوروبا يوما بعد أخر , تتفق وتختلف في طبيعتها من بلد الي اخر , لكن علي اي حال هناك حلول ولو جزئية لبعضها , من قبل سفراتهم وقنصلياتهم في البلد المستضيف إلا المهاجرين الصحراويين وحتي أكون اكثر دقة أتحدث هنا عن اسبانيا أما باقي الدول سمعت ولم أرى.
معلوم ان اغلب الصحراويين في المهجر يحملون جوازات سفر جزائرية و من سوء حظهم انهم نكرة في اوروبا لا سفارات لهم او قنصليات ترعى شؤونهم , بل تمثيليات قانونيا لايعترف بها, و ترفض سفارة هذا البلد الشقيق تمديدها وتتأخر علي الاقل بتجديدها ستة أشهر وتكون بذلك مع سوئه محظوظا , ومنذو تأسيس مكتب الجبهة في مدريد إستبشر المهاجر خيرا في حل مشاكله ولكن سرعان ماطوق هذا المكتب بالتمثيلية والسفارة بالجزائر , وبدلا من أن يكون جزء من الحل أصبح مشكل بحد ذاته , فمنذ نشأت المؤسسة التشريعية الصحراوية والى يومنا هذا لم تصادق علي قانون خاصة بالضرائب فإذاء بمكتبنا الفتي يجني الضرائب دون ما رقيب , فالمهاجر ملزم بدفع ستين اورو لتجديد جواز سفره , ومئة وعشرة اورو لتبديل رخصة سياقيته , وعشرة اورو لوثائق ربما لاتفيد بشئ ناهيك عن ضرائب وثائق وزارة العدل , وعندما تسأل عن مصير هذه المبالغ التي تؤخذ بغير وجه حق ولم تأتى حتي بنتائج مادفعت من اجله لا تجد من يجيبك .
من جهة اخرى محظوظ المهاجر الصحراوي ان الشعب الاسباني متعاطف بدرجة كبيرة مع الشعب الصحراوي وكفاحه التحرري وهو بذلك يحاول هذا الشعب تكفير الذنب الذي اقترفته حكومته في اتفاقية مدريد المشؤومة , وهذا ماسهل الاقامة لبعض الصحراويين دون غيرهم بالرغم من أنها ليست هيبة من احد بل حق يكفله القانون الاسباني وكل القوانين الاوروبية الاخري وذكر امر كهذا ليس نكرانا للجميل.
بالاضافة الي عدة مشاكل أخرى نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر الدراسة والعمل ,السفر, احياء المناسبات الوطنية والدينية ,العقود القانونية والادارية والتجارية والاحوال الشخصية وتكوين الجمعيات والتحالف مع الاحزاب علي اساس المصلحة العامة لدولة الصحراوية .
ربما يكون جل هذه المشاكل يشترك فيها كل المهاجرين لكن ما يميزهم عن الصحراويين انهم مع مرور الوقت تجد سفاراتهم حلا لتلك المشاكل ويبحثون عن حلول مشاكل اخرى إلا إدارتنا نحن ومنذو عقود خلت مازالت كما كانت .
فهل لنا تمثليات حقا ؟ وهل حكومتنا تعمل بجد ؟ أين البرلمان من هكذا تصرفات تصدر عن تمثلياتنا ؟ ويظهر مما سبق أن الحكومة والبرلمان والتمثليات عاجزين عجزا حقيقيا في معالجة ملف المهاجرين مما اوجب الثورة علي هكذا سياسات قبل ان تصل الي القضية الوطنية ان لم تكن وصلتها , وبذلك تكون الثورة متأخرة, أسئلة مشروعة بدون شك لكن المشكل لمن تحكى .
ليس سرا بان الاحتلال المغربي من خلال مخابراته يعمل بخلاف قادتنا ليلا نها را , ويعرض للصحراويين في المهجر كل التسهلات من اجل كسب المهاجر الصحراوي , وما تنصيب السفير الجديد كسفير للمغرب في مدريد إلا دليل علي ذالك , بالاضافة الى ان الصحراويين يمرون عبر الحدود المغربية بأتجاه المخيمات دون مضايقة اواستفزاز ,وهذه ليست دعاية للعدو, و ليس حبا من هذا الاخير للصحراوين بل من أجل انتعاش الاقتصاد المغربي . فهناك حالة نفسية يعيشها ولا يحسد عليها المهاجر الصحراوي يمكن له ان يتحالف مع الشياطين من اجل انقاذ نفسه في وقت تخلت عنه ملائكة النضال إن صح التعبير, رغم انى لست من دعاة هذه القاعدة, ولكن معذور من عمل بها , وما اتمناه فقط ان يفيقوا القائمين على امورنا من سباتهم العميق وان لا يكون جوابهم للمهاجر "علي من تقرأ زابورك ياموسى "









ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق